تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجارة رابحة

معاً على الطريق
الإثنين 10-3-2014
أنيسة عبود

( هل أدلكم على تجارة رابحة ؟) تحولوا بسرعة إلى معارضة سورية.. لكن عليكم أن تتقنوا فن الشتيمة والادّعاء وفن المراوغة والكذب..

كما يتوجب عليكم أن تتوددوا للكيان الصهيوني الذي ينتظركم عند الحدود.. فقد تحتاجون أسلحته ومستشفياته الميدانية.. وقد يزوركم (المتوحش نتنياهو) وهنا عليكم أن تنتبهوا وأنتم تصافحونه، فقد يأكل يدكم أو يهجم على أنوفكم التي اعتادت رائحة الدم فيقضمها وتبقون بلا أنف يشم رائحة الدولار والدم.‏

................................‏

هنا عليكم أن تعرفوا كيف تتحدثون عن الشعب السوري.. بمعنى أن تظهروا حزنكم على الأطفال والنساء والرجال الذين يموتون.. وتتأسفون لأن الغرب يلعب بكم ولم يدعمكم بما يكفي لأنكم طلبتم أن تغير طائرات أميركا وأذنابها على أرض سورية الطاهرة وعلى الشعب المقاوم. لكن ثبات الجيش العربي السوري وثبات الشعب وتحمل الحصار والجوع والدمار لجم أميركا ومنع عدوانها.. فمتى تلجمون جنونكم وتكتفون بما قبضتموه من ثمن دمنا ؟‏

.......................................‏

المضحك المبكي أن الشعب السوري عنده معارضون يسكنون في بيت أردوغان.. وفي خيمة الأمير.. وبعضهم يسكن قصر الإليزيه ويناديه بالرئيس.. وهذا الرئيس الزائف لا يعرفه الشعب السوري.. ولم يسمع إلا عندما صار دم السوريين سلعة للبيع.. ورؤوسهم تجارة رابحة.‏

................................‏

الكاتبة هاله المحاميد التي تنبض حروفها بالوجع والحزن على وطن يتاجر به السفهاء قالت لي: ( إنها مشتاقة إلى دمشق وإلى شوارع دمشق.. إلى أهلها وساحاتها وواجهاتها ..، و.. ) غصَّ قلبي لأن هاله تسكن في درعا ودرعا في حضن دمشق.. فماذا أقول أنا والمسافة بيني وبين دمشق سنة وربما أكثر. فهل تنوب القصيدة يا صديقتي؟ أم تنوب الرواية عن لمس أنامل دمشق. أو جمع ياسمينها من الحارات العتيقة ومن بواباتها العالية.؟‏

وهل ينوب هاتف هاله عن قهوة درعا وزيتونها وخبزها والأصدقاء ومدرّج بصرى الذي تدرّج فيه قلبي وسار إلى زمنها القديم؟‏

ما بالنا نتشوق إلى الوطن والوطن بين جوانحنا؟‏

ألهذا يتاجرون بدمنا الذي يرخص للوطن؟‏

............................................................‏

لا أعرف إن كنتم مثلي تشعرون بالغثيان عندما يخرج علينا معارض مزعوم من الرياض أو من الدوحة أو من فنادق الغرب ويتحدث باسمنا ويدَّعي القهر على دمنا.. ثم تبدأ أسطوانته المشروخة بأن الشعب السوري تعب من الحرب والدمار وفقد صبره على ما يجري من قتل وجوع وتخريب.. وأن الأوان قد آن لينعم هذا الشعب بالسلام.. لكن ما أن ينتهي حتى تجتاحني رغبة بالصراخ وكأنه يسمعني..( أنت كف بلاءك عنّا ونحن بخير من الله)‏

............................................‏

لماذا لم تعد المعارضة تتحدث بالحرية والديمقراطية؟‏

ولماذا هرب ( المناضلون ؟؟) إلى القصور والفجور ويخوت الأمراء؟ أليسوا ثواراً ومناضلين؟ والمناضل لا تعنيه بهارج الدنيا فلماذا لا يعودون ويعيشون مع الشعب بلا كهرباء وبلا ماء أحياناً، وأحياناً بلا‏

مأوى أو غذاء.. على الأقل حتى نصدِّق كذبهم ونفاقهم.‏

فهل قرأتم عن ( ثوار ؟) يشبهون ثوار الناتو السوريين؟‏

ليت هذه (الطغمة)تكفُّ عن التحدث باسمنا.. وتكفُّ عن المتاجرة بدمنا..‏

منذ أيام رأينا ( الثوار؟ ) الذين نهبوا البلد وفرّوا خارجه، يتعاركون من أجل المناصب والكراسي.. ومن أجل الدولارات والريالات؟ لقد آن الأوان لأن تخجلوا بعد أن دمرتم البلد حيث كنا نعرف أن هناك فساداً وفاسدين ومرتكبين.. ونعرف بالمرتشين والمقصرين.. وكما في كل البلدان، كان هناك انتهازيون ومظلومون وعاطلون عن العمل وكنا نسعى لتبديل الصورة.. لكن كنا ننعم بالأمان والدفء والمحبة في بلدنا وبيوتنا. كنا نسير على طرقات البلد، لا حواجز ولا سواطير ولا غرباء. وليس بيننا سوى أهل البلد. من ذبح البلد؟ وقسَّمه وجعله إمارات على طرقاتها تسير الأرواح هائمة تبحث عن بلد؟ أليس أنتم يا خونة البلد؟‏

........................................‏

أحياناً يجيء في البال أن أمسك بهاتفي وأدق لكل بلدات وطني.. أتصل بالرقة وأسأل عن العجيلي.. اتصل بحلب وأبحث عن صديق ضيعه الربيع الكاذب. اتصل بدمشق وأسأل عن قاسيون.. عن حمص ونهر العاصي.. عن ديك الجن، عن النواعير، وعن وادي العزيب في البادية، عن زمن تركته مرة كي أعود إليه.. لكني لم أعد، وهو لم يأت إليّ.. تعال أيها الوطن عد من وراء الحواجز اشتقت إليك.‏

..................................................................‏

يحق للشهداء أن يتكلم دمهم.. ويحق لأمهات الشهداء وأبطال الجيش العربي السوري والصابرين الصامدين أن يتكلموا باسم الشعب السوري الشريف، وليخرس الجميع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 607
القراءات: 690
القراءات: 659
القراءات: 614
القراءات: 635
القراءات: 581
القراءات: 597
القراءات: 803
القراءات: 850
القراءات: 688
القراءات: 666
القراءات: 677
القراءات: 688
القراءات: 778
القراءات: 679
القراءات: 678
القراءات: 662
القراءات: 750
القراءات: 667
القراءات: 813
القراءات: 670
القراءات: 720
القراءات: 812
القراءات: 884
القراءات: 686

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية