سورية الحضارة والتاريخ والإنسان .. سورية الكلمة الحق في وجه المشروعات الاستعمارية الجديدة التي استهدفت استقرار الشعوب وأمنهم وأمانهم لإشاعة الخوف والقلق في نفوسهم، وهي التي مثلت عبر التاريخ العالمي الحديث أبشع الصور للقتل والتنكيل بالشعوب المسالمة، خدمة لمشروعها الاستعماري القديم الجديد، وخدمة لربيبتها إسرائيل ومشروعها في الهيمنة على شعوب المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها.
وحده الشعب السوري الذي سطر أروع ملاحم الصمود والتحمل والمواجهة، وقدم النموذج في تماسكه والتفافه مع قيادته السياسية منطلقاً من ثوابته الوطنية والسيادة واستقلال القرار قال كلمته بوضوح، ليس في هذه الأوقات بل منذ بداية الحرب الظالمة على الوطن والمواطن التي حشدت من خلالها كل الإمكانات التدميرية لمجموعات الموت والمرتزقة القادمين من أكثر من ثلاث وثمانين دولة تحت مسميات لم يألفها الناس لعبت على وتر العاطفة والدين وكلاهما منها براء حيث ثقافة القتل والموت المجاني وأكل الأكباد والقلوب وقطع الرقاب وقطف الرؤوس الآمنة المطمئنة لمن اختار الوطن طريقاً للحياة واختار الصمود طريقاً لعزة الوطن.
السوريون في الطريق إلى جنيف 2 لا يراهنون على هذا المؤتمر ونتائجه في أنها تنقلهم إلى شواطئ الخروج الآمن من الأزمة وتداعياتها، فثمة من لا يروق له هذا الأمر، وخاصة لمن جند الأدوات واستخدم المرتزقة وشذاذ الآفاق واستعان بالعدو على شعبه ووطنه، ولمن مول ويسر دعماً للموت القادم من شتى بقاع الأرض.
السوريون يدركون حقيقة واحدة أن الحل بيد السوريين وحدهم ولا مكان تحت سقف الوطن إلا لأبنائه المخلصين الوطنيين الغيورين على سورية .. السوريون قالوها لا مكان بيننا لمرتزق وخائن ومستقوٍ بالأجنبي على شعبه وأمته وبلده .. لا مكان لمن قدم لغة القتل والموت والتخريب لاقتصاد الوطن على لغة الحوار والعقل، ولا مكان لمن أغلق قلبه وأذنه وعيونه عن صوت الوطن وصورته.
السوريون يراهنون فقط على جيش الوطن وبواسله في ميادين القتال وساحات الوغى وفي ميدان الدبلوماسية والسياسة الخارجية، ويراهنون فقط على انتصاراتهم التي أذهلت الجميع لأنهم يدركون حتمية انتصارهم، وأن المستقبل لن يقبل بغير من يبذل الدم الزكي ليكتبه بحروف من صبر ونضال ووطنية صادقة.