تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإعلام ورداءة السياسة..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 2/5/2006
علي قاسم

لا يزال الصخب الإعلامي هو العلاقة الأبرز في الأداء الأميركي.. حتى أن بعض صيغ التماهي السياسي لم تتبدل في الكثير من النقاشات المطروحة حتى تلك المتعلقة بالرؤية المستقبلية للكثير من الأحداث والتطورات.

فالإدارة الأميركية ما برحت تسوق خطابامغاليا لم يفتقد للمصداقية والحس السياسي الواقعي فحسب, بل أيضا ينطلق في أغلبه من رؤية تنظيرية أصولية, اقتضت في كثير من الأحيان الخروج على المنطق الذي كان الخاسر الأكبر في كل المتغيرات التي شهدها.‏

والأكثر من ذلك أنها تجاهر بتلك الرؤية وهي التي اعترفت أكثر من مرة أنها لم تكن صائبة, بل وخاطئة, وتذهب إلى حد الترويج لنتائجها كجزء من حلقة في المشهد القائم, تتحرك بمقتضاها, وتعمل على تحريكه حسب الحاجة, ووفق ما تتطلبه صيغ التعامل السياسي.‏

وثمة من يقول في السياق ذاته إن تبريرات الموقف الأميركي سياسيا وذرائعيا ترتكز أساسا على جوهر التناقض مع المنطق وإطلاق الحسابات على أساس هذا التناقض, وإلا ماذا يعني الإصرار على إصدار قائمة لا تتبدل, وأضحت واحدة من معالم الانحياز في المفهوم الأميركي على مدى السنوات الماضية, رغم أن التقرير الذي تضمن تلك القائمة, اعترف بأن سورية لم تنخرط بأي عمل ارهابي وأنها تفرق بين ما يسمى بالارهاب والمقاومة كحق مشروع?!‏

الأكثر من ذلك أن مفهوم الإتجار بالسياسة وتعويم تجارها وفق الظرف والمناخ يترجم في الاستراتيجيات وبنفس النمطية والاتجاه, ويشكل القاعدة التي تعمم لإحداث الصخب الإعلامي وتوظيف تداعياته بمنطق التجارة السياسية بالمواقف..‏

وحين تصبح تلك التجارة مجرد صفقة في منطق اعتبرها معياره للتعامل مع الأمم والشعوب والدول, لابد من النظر إلى أبعد من الحدود الضيقة والسطحية لتقرير تحول إلى يافطة للضغط والابتزاز, وخصوصا أن الكثير مما ورد فيه يتجاهل أهم الحقائق التي تعود في جوهرها إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الاستطالات الكثيرة القائمة.‏

لذلك ثمة مشهد طويل من المفارقات الأكثر صخبا في واقع سياسي يعاني من خلل بنيوي, لا يرتبط فقط بما يطفو على السطح رغم أهميته بل بقراءة ما تحته من تموجات في غاية الأهمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6990
القراءات: 912
القراءات: 1066
القراءات: 856
القراءات: 857
القراءات: 848
القراءات: 968
القراءات: 815
القراءات: 743
القراءات: 842
القراءات: 890
القراءات: 778
القراءات: 718
القراءات: 776
القراءات: 970
القراءات: 852
القراءات: 663
القراءات: 858
القراءات: 882
القراءات: 940
القراءات: 883
القراءات: 766
القراءات: 941
القراءات: 851
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية