تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرعونة ومآلاتها!

البقعة الساخنة
الاثنين 13-11-2017
علي نصر الله

ليس من السياسة في شيء ما تقوم به سلطة الاستبداد السعودية، داخلياً، إقليمياً ودولياً، وإذا ما حاول من يُحاول وضع خطوات سلمان وابنه تحت عناوين مكافحة الفساد ومحاربة الإرهاب وإجراء إصلاحات اقتصادية ومُجتمعية فضلاً عن السياسية، فإنها تبقى محاولات يائسة لا تعكس شيئاً من حقيقة هذه العناوين،

وليبقى كل ما يجري العنوان الوحيد والأبرز للرعونة والطيش والخفّة والجنون.‏

من المؤكد أن السعودية مثّلت حالة فساد يتعاظم مع مرور الوقت منذ عقود طويلة، ومن الثابت أنها كيان يعيش خارج العصر ومعاييره منذ تم إنشاؤها، ومن المُسلّم به أنها كانت وما زالت الأداة والذراع لقوى خارجية ولمشاريع استعمارية تستهدف فلسطين والمنطقة، ومن المعروف أنها أدّت دوراً وظيفياً وأدواراً مساعدة لم تكن غايتها يوماً سوى خدمة إسرائيل والمصالح الغربية والأميركية.‏

والحال كذلك، فإن كل خطوات السعودية الداخلية والإقليمية والدولية الحالية لا تعكس في الواقع إلا مساراً أميركياً واحداً تُحاول واشنطن من خلاله تظهير السعودية بوجه جديد لتؤدي دوراً جديداً أكثر أهمية ووضوحاً تُجسده حالة الانتقال بالعلاقة بين السعودية وإسرائيل من السرية إلى العلنية، ومن التعاون إلى التحالف.‏

في البحث عن الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية تتقدم بوقاحة غير مسبوقة على مسارات التفجير والعلنيّة واللعب بأوراق مكشوفة، قد لا يكون الفشل والإخفاق هو السبب الذي يختزل بقية الأسباب، لكنه يبقى الأهم الذي دفع لذلك وللرعونة الحاصلة في التعاطي مع الملفات والأزمات الناتجة عن السياسات العبثية، لتُمثّل قدرة الخصم -الذي تستهدفه هذه السياسات- على تكسير سهام الاستهداف وردها، سبباً بارزاً بين الأسباب الأخرى التي تقود المهزومين للرعونة وحالة الجنون والهستيريا الماثلة.‏

انتخاب لبنان ساحة للمواجهة ونقلها إليه على نحو ما جرى مؤخراً لن يُنقذ السعودية في اليمن، ولن يعدل الوضع بالبحرين، ولن يغير المعادلات في العراق، ولن يبدل النتائج بسورية، ولن ينجح بإخضاع قطر شريك السعودية برعاية الإرهاب، وبالتأكيد لن يغطي على أزمة الداخل أو يجعلها تمر بسلام، فنار الخلافات داخل العائلة الوهابية المستبدة الفاسدة جمر تحت رماد سيشتعل عاجلاً أم آجلاً.‏

رعونة السعودية قد تكون انتحاراً تعددت أسبابه، لكن ذلك لا يُلغي احتمال أن يكون نحراً أميركياً لها اليوم، وغداً لشقيقاتها في الخليج المتعفن، افتتاحاً لمشروع بديل أو تعويضاً عن مشروع فشل بتفتيت المنطقة خدمة لإسرائيل ويهودية الكيان على طريق تصفية القضية الفلسطينية التي ستُبقيها سورية ومحور المقاومة حاضرة أبداً تنبعث منها الحياة وفيها، وتُعلن الانتصار على المشاريع البديلة وتلك التعويضية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1427
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية