فمن تابع حال تعاملات السوق الموازية «السوداء» خلال الأيام الماضية يلحظ ذلك مع أن السعر الرسمي بقي مستقراً من دون تغيير في نشرة وسطي أسعار الصرف للمصارف ومؤسسات الصرافة الصادرة عن مصرف سورية المركزي.
هذا الانخفاض يدل على الإجراءات الحكومية تتمثل بعوامل اقتصادية حقيقية «تحسن الصادرات، عودة الإنتاج المحلي الزراعي والصناعي، التوقعات بإعادة فتح بعض المعابر المغلقة كمعبر نصيب ومعبر جوسيه، تراجع الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية في الأسواق العالمية» إضافة إلى الإنجازات التي يحققها جيشنا البطل كل يوم على الأرض من خلال دحر المجموعات الإرهابية المجرمة من الكثير من المناطق التي كانت فيها تلك المجموعات، كما كان للخطوة التي قام بها مصرف سورية المركزي بتخفيض سعر صرف الليرة السورية أثر جوهري وكبير، إذ وللمرة الأولى منذ عام أعطى المركزي إشارة واضحة للسوق عن تقييمه لسعر الصرف، حيث قام بتخفيض سعر الصرف الرسمي.
والتراجع في سعر الصرف يمكن تفسيره بمجموعة من الأسباب أيضا يأتي في مقدمتها حالة التفاؤل التي تسود السوق نتيجة الإشارات الواضحة على صعيد الحل السياسي وخاصة بعد اجتماع أستنة الأخير، واستمرار التحسن في حجم الحوالات الخارجية، وبدء تعافي الاقتصاد، وتحسن الإنتاج المحلي والحديث عن فتح المعابر مع العراق والأردن، واستمرار الحكومة في ترشيد المستوردات، وتراجع الفاتورة النفطية نتيجة ارتفاع إنتاج البلد من الغاز والنفط. هذا إلى جانب استمرار تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية في الأسواق المالية العالمية.
ونعتقد أن هذا التحسن إنما يأتي أيضا عقب الوعود التي أطلقها الحاكم الذي وعد بوجود مفاجآت فيما يتعلق بسعر الصرف، وطبعاً ما يشهده السوق يمثل هذه المفاجأة التي لعبت دوراً كبيراً في عملية الانخفاض التي نتمنى أن تستمر، حيث نعتقد أن هذا الانخفاض سيستمر طالما أن الحكومة مستمرة في تحسين العملية الاقتصادية بكل مكوناتها التي تتمثل في تشغيل المزيد من المعامل من جهة، وتشجيع الناس على إقامة مشروعات ذات مردود إنتاجي يعود بالفائدة على معيشتهم من جهة ثانية.
إذا تواصل الليرة تحسنها أمام العملات الأجنبية، في ظل توقعات باستمرار هذا الانخفاض الذي نأمل أن يعود إلى ما كانت عليه قبل الأزمة التي نعيش؟
ويبقى السؤال: هل سيستمر هذا التحسن؟ هذا ما نتمناه.
asmaeel001@yahoo.com