وجبات ساخنة وسريعة من الاعترافات الكاملة المفصلة، حول ضلوعه الشخصي وضلوع بلاده في إدارة وتدبير المذبحة الكبرى التي يتعرض لها السوريون منذ سبع سنوات على يد الإرهاب والإرهابيين سواء كانوا من المغفلين المحليين أو من المرتزقة، وقال إن حكام السعودية اختطفوا هذه الإدارة وأكملوا الطريق إلى بركة الدم بأيديهم وأموالهم!
التفاصيل التي رواها ابن جاسم والمدعّمة بالوثائق والأرقام تكفي بالطبع لإحالته إلى القضاء الدولي ومحاكمته إلى جانب أشقائه السعوديين اللدودين والحكم عليه بالموت على الأقل إلى جانب كل الأسماء والشخصيات التي ورد ذكرها، بسبب ما ارتكبوا من الجرائم وأعمال الإبادة بحق السوريين... لو كنا نعيش في عالم إنساني تتوفر فيه الحدود الدنيا من العدالة والإنصاف والحس البشري!!
انتظرت أياماً وأياماً قبل تناول هذه الاعترافات كي أرصد ردود الفعل والتداعيات المفترضة عليها، ثم اكتشفت أن الكارثة ليست هنا، ليست في اعترافات المجرم المأفون ابن جاسم ولا هي في عمى وصمم وخرس المؤسسات والهيئات الحقوقية الدولية.. ولا في غياب الطرفة السخيفة التي يسمونها «المجتمع الدولي»، اكتشفت أن الكارثة الأكبر هي في انعدام أي ردود فعل أو تداعيات لدى السوريين «الثوريين» عامتهم وخاصتهم على السواء.. المنشقون القابضون ملايين الدولارات أو المغفلين الحمقى الناعسين في خدور حكايات الثورة والثوار، فلا أحد انشق منهم أو عنهم ولا أحد أخذته نخوة أو غيرة.. ولا أحد نبض فيه وريد من شرف أو كرامة؟؟