تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجهان للحياة..

رؤية
الأربعاء 5-3-2014
سوزان ابراهيم

أهوَ تدريب على الموت, أم تدريب على الحياة؟

تقتضي الحالة الطبيعية في العيش أن نمارس الحياة, كل أفعال الحياة, ومن هنا يأتي بحث الإنسان عن الحقيقة والجمال, باعتبارهما وجهين للعقل.‏

لكن في ظل شروط غير طبيعية للحياة.. ظروف استثنائية تتحول مع الوقت إلى قاعدة لانطلاق أفعال الحياة, ما مصير الحقيقة والجمال.. أي ما مصير العقل؟‏

في الظروف غير المؤاتية للحياة, يتحطم وجها العقل: الحقيقة والجمال.. وكما قيل لا يستوعب العقل حينذاك سوى الضروريات كالهواء، والماء، والخبز، ويصبح كل ما عدا ذلك من الكماليات .‏

هل هناك ما هو أصعب من أن ندور في فلك الضروريات, ونعتبر الحقيقة والجمال كماليات؟ حينها أعتقد سيكون على حقٍ من قال: «من يعش مع الموت يستمر في التدريب، لأن الصعوبة ليست في الموت وإنما في الحياة»‏

كيف يمكن لشعبٍ, أو لمجتمعٍ أن يرقى ليمارس أفعال الحياة, أفعال البحث عن الحقيقة والجمال, أفعال العقل, وهو يبحث لا عن حياة, بل عن عيش يستهلكه البحث عن الضروريات؟!‏

كيف لشعبٍ, أو لمجتمع أن يرتقي فوق الموت, وهو يرى فيه الخلاص من حياة تعادله أو يتفوق عليها؟‏

لم نعمل على تشجيع الحياة, بل لطالما شجعنا الموت.. لم نعمل على تحويل العقل إلى ضرورة, بل جعلنا البحث عما يسد الرمق أسلوب حياة, فكثر الموت, ومعتنقو فلسفته..‏

لن ننهض من الموت وفلسفاته, ما لم يصبح وجها العقل ضرورة.. إذاً لنبحث عن الحقيقة والجمال.. وهما أكثر المتضررين من أحوالنا اليوم.. كي تكون لنا قيامة أخرى.. وإلا فلنقل ما قاله نيتشه: «أذلك كان الحياة؟ إذاً نعم، أريد أن أقول للموت: إلى الأمام، لنبدأ ثانية!».‏

Suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2009
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1593
القراءات: 1519
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1600
القراءات: 1637
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1648
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1658
القراءات: 1677
القراءات: 1686
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية