تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من هنــــا يمــــرّ..

معاً على الطريق
الأحد 18-7-2010م
علي قاسم

من هنا يمر الزمن .. ومن تلك الناصية تتحرك المسيرة تحفر في الوجدان الإنساني عبق حضورها، حيث للأمكنة دفؤها، وللأحداث لهفة البحث الدائم عن عوالم تخط فيها سطرا أو بعضا من أسطر.

عقد من الزمن ينطق بما عجزت عنه عقود السنوات بعيدها وقريبها، تضع على قائمة التاريخ الأسئلة التي لم تجد بعد الكثير من إجاباتها لتطلق للأفق رحلة البحث عن عوالم وفضاءات أخرى أكثر اتساعا من اللحظة التي تعلن من هنا ومن هناك أنها الولادة الجديدة للتاريخ.‏

في حديث هذا العقد تمر صنوف الأحداث مترعة بتلك التخمة من الازدحام على مشهد لا تتسع مساحته لاستيعاب كل التفاصيل، ولا تقوى على تسجيل كل الأشياء المغرقة في مفصليتها إلى درجة أنها الحد الفاصل بين التاريخ هناك والتاريخ هنا، بين ما كان قبلها، وما جاء بعدها.. ولغة الاتزان التي تصفو كلماتها لتخط بعض تلك الأسطر تغيب أو تحتضر، أو تذهب إلى الرفوف منتظرة ولادة جديدة للزمن الذي يمضي دون اكتراث.‏

وفي ملامحه يكتب التاريخ أنه كان هنا، سجل تلك اللحظة، جمع بعضا من متاعه ورهن الزمن في بعض لحظاته إلى تلك المفارقات الصاخبة في عالم يكاد أن يكون كله خارج سياق المعقول، ليتحدث أيضا وفي غالب الأوقات بلغة خارج المنطق، وهي بما تعنيه من امتداد للزمن المتعب برائحة التواطؤ والخوف ومؤشرات الهزيمة القابعة في خيال المتوهمين، وبعض الفزعين من ارتياد موج الحلم، حيث العاصفة تمر هنا وهناك .‏

وفي تفاصيله أنه لم يقبل أن يرهن نفسه، ولا أن يعدد سنواته دون أن يضع بصمته ودون أن يحدث التحول وان يعدل في الاتجاه، ومن موقع الند الذي يستمد حضوره من غراسه الممتدة في عمقها الإنساني والحضاري، والمشبعة بإرادة الوجود والحياة، وهي تنهض بشراعها معلنة التحدي في لحظات رسمت مسار التغيير وكتبت التاريخ باللغة التي يستحق أن يكتب بها.‏

تلك كانت هي المسيرة التي تتوج خطوات عشر من سنينها، موشحة بالحلم ..محملة بآمال الناس ..مشبعة بهمومهم، بباقات الطموح الملقاة على عاتق الرجال وهم يصنعون تلك اللحظة الفاصلة بكثير من الصبر والإرادة والعزيمة لتزيين سنوات ذلك العقد بأشهره وأيامه ولحظاته، وأحيانا بدقائقه الكثيرة والطويلة الممتدة انتظارا ، وأحيانا ترقبا، وفي بعضها فعلا يعيد ترتيب المعادلات والأحداث والاتجاهات.‏

عشر سنوات والمسيرة تخط وجودها في ذاكرة الزمن، تسجل حضورها وتحفر عميقا في وجدان الأمة والوطن لتعلن أن التحدي كان يزيد من ثبات الخطوات، وأن الرياح العاتية تزيد التشبث بالوجود والأرض والإنسان، وأن الأفق أوسع مما يتوهمون، وأن الفضاءات ترتسم على مساحات الإرادة المفرودة، وعلى قدر الثقة بالذات والوطن والشعب.‏

بهذا المعيار ليست السنوات تلك التي مرت فحسب، وإنما تلك الآتية منها المحملة بمناخات الفعل السياسي وبمسارات تعيد للتاريخ بعضا او كلا من أسطره المفقودة أو تلك التي حاولت رياح الصمت والخيبة ان تعزلها أو تنطق بما هو مناقض لها، حيث البحار والمحيطات فضاءات أخرى تضاف، ترسم للأفق العربي ولغد المنطقة وجودا يوجز حلمها الذي صاغته يد عربية ورؤية قائد يتوج حضورها الإنساني الفاعل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية