تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قرار مجلس الأمن.. نفق آخر بلا شمعة..!

الصفحة الاولى
الأربعاء 26-2-2014
أسعد عبود

لا توحي القراءة المباشرة لنص قرار مجلس الأمن حول الوضع الانساني في سورية وضرورة ايصال المساعدات إلى مستحقيها ومحتاجيها، بمخاطر محددة مجسدة قولاً. وبالتالي.. طالما أنه دولي صادر عن مجلس الأمن..

وطالما يخص مساعدة من يحتاج المساعدة من أبناء الشعب السوري.. وطالما يفتتح بالاصرار على وحدة الأراضي السورية وتأكيد سيادتها على أراضيها... لا يمكن للحكومة السورية أن ترفضه أو تتريث في قبوله.‏

تبدو الحكومة السورية أنها تقرأ بوضوح ودقة تفاصيل القرار. وأسرعت إلى تحديد رؤيتها للقرار وتنفيذه من خلال هذه القراءة. ليس ذلك فقط لأن «من حرقه الحليب ينفخ على اللبن.. وهذا مثل شعبي متداول في سورية»... بل لأن في نص القرار ما يمكن أن تتعدد تفسيراته! أضف إلى ذلك:‏

- أولاً - من تقدم بمشروع القرار ومن وقف وراءه.‏

- ثانياً - ما بدؤوا مباشرة يظهرونه من ردود أفعال وتعليقات تشير بوضوح إلى نيات مبيتة غير طيبة، ليست بعيدة عن بعض الفقرات في نص القرار ذاته. من بين هذه الردود رؤيتهم لتدقيق الحكومة السورية بنص القرار وإظهار وجهة نظرها في فهمها له. علماً أنه لا يمكن تنفيذه إلا بموافقتها ومساعدتها.‏

- ثالثاً – لا يحدد القرار مصادر واضحة محددة للمساعدات بل على العكس من ذلك يتجه بالشكر لجهود لا تستحق أي شكر! لأنها جهود ظلت نظرية ووعود بنسبة 90% بما يظهر نسبياً أن غاية تلك الجهود والمساعدات التي أعلن عنها فرادى وبتجمعات، وصولاً إلى مؤتمرين كذابين في الكويت! فليقرؤوا مدى ارتباط الواعدين بوعودهم , وربما يخطر ببالهم أو بعضهم مقارنة بين ما قدموه من مساعدات مدنية وما قدموه من مساعدات عسكرية لتخريب سورية.‏

- رابعاً – لا يشير القرار مجرد اشارة، إلى مساعدة السلطات السورية في مواجهتها الواقع‏

الانساني لمن هم في حماها - هم الأكثرية - بتخفيف العقوبات الاقتصادية عليها كي تستطيع التصدي بكفاءة أفضل لهذا الوضع أو الغاء هذه العقوبات التي اتخذت بمعزل عن المجتمع الدولي.‏

ثم.... إن القرار يتيح فرصة لأن يستغلوه لينطلقوا منه لتدخلات كثيرة في الشأن السوري قد تدخلنا في أنفاق بلا نهايات ! هذا القرار يؤسس لاستمرار الواقع على ما هو عليه عبر محاولة تجميله. خطورة ذلك تبدو واضحة إن كان جاء رداً على تعثر أو فشل مؤتمر جنيف 2. النفق بلا شمعة الذي يمكن أن تدخل الحالة السورية فيه هو العمل المتواصل لتأسيس واقع تقسيمي على الأرض وهو ما تسعى إليه كل الدول الداعمة للمعارضات المسلحة دون استثناء بما لا يعني بالضرورة أن المعارضات السورية تسعى إلى ذلك أو تقبل به. أنا أنزهها عن ذلك.. لكنني أرى في أي درك خطير لفقدان القرار والرؤية والبرنامج هي. وعليها أن تدرك أن مثل هذه المساعي الدولية وغير الدولية تجعل الرهان الوحيد الممكن لاستمرار وحدة أراضي سورية هو على الجيش العربي السوري.‏

أختم بخبر شبه طريف... صرح وزير خارجية بريطانيا أنهم خصصوا /2 / مليون جنيه لدعم ما سماه الشرطة السورية الحرة... هل يخدم ذلك مشروعاً للتقسيم على الأرض ؟!‏

فتش عن الانكليز....‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية