تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بيضـــــــــاء

رؤيـــــــة
الأربعاء4-11-2009م
سوزان ابراهيم

هل ثمة وجود لكتابة بيضاء؟ هل يمكن للكتابة ( أو للفن ) أن تكون حقاً فعلاً حيادياً لا هدف له إلا ذاته؟

ألا يمكننا الاعتقاد بان النص الأدبي ( أو العمل الفني ) يشكل علاقة عاطفية ما مع قارئه \ متلقيه؟ وأن هناك نصاً \ عملاً فنياً بارداً وآخر دافئاً؟‏

يقولون: الجمال وحده هو الذي ينقذنا من عبثية الوجود, واللذة وحدها وسيلة الهروب من الموت! في ضوء ذلك كم هي صعبة وحساسة وظيفة الأدب والفن!‏

في عصر وسائل الاتصال التي حلت محل المحتوى الثقافي, ينشغل الكون بالتقنيات الالكترونية, فيطغى الدماغ على العقل, والتصميم على الفن – ما يقوله دارسون وباحثون – وهكذا تحول ( المخ ) من كتلة نسيج حية, إلى كومبيوتر يقبع بين أذنينا, وتبعاً لقول موريس بلانشو: إننا لا نكتب بحسب ما نكون, بل نكون بحسب ما نكتب! فأي نص نكتب اليوم؟ أي أهمية للكتابة والفن إذاً؟‏

ارتبط الفن بالموت, " لأنه الحد الأقصى ووحده من يتحكم في الموت جيداً", ومرة أخرى بلانشو: لا نستطيع أن نكتب إلا إذا بقينا أسياد أنفسنا أمام الموت, أي إذا أقمنا مع الموت علاقات سيادة فقط! هنا تنتفي الكتابة البيضاء المحايدة.‏

بعض الراسخين في العلم يحذرون: لقد أصبح الرأس خبيراً أكثر من اللازم, صار مديراً مطلق الصلاحية, وديكتاتوراً يمضي نحو التطرف! إنه يمتص كامل الطاقة ولا يدع شيئاً منها يذهب إلى القلب! ويصرون على أن الفهم المطلوب هو أقرب إلى الحب منه إلى المعرفة! فالفهم بعرفهم أكبر من العقل, لأنه يحدث في كامل كيان الإنسان.‏

في زمن الانترنت لم يعد عليك – كمثقف - أن تقرأ كتباً لكبار كتّاب العالم, فأنت الآن تساوي ما يحمله حاسوبك عن الانترنيت, وهي الموضة الثقافية الدارجة حالياً.‏

إذا كان لديك أنياب قوية, هل سيتوفر لك الوقت للتفكير!؟ suzani@aloola.sy‏

">‏

suzani@aloola.sy‏

تعليقات الزوار

لجينة سلامة  |  elolwa@yahoo.com | 04/11/2009 10:48

أفشل دائما بالتعليق على كل الامور التي تشيرين اليها كما هو فشلي بأن أنقض على الاربع والعشرين ساعة المتاحة للروح وللعقل البشري الذي تستهلكه التكنولوجيا كما هي الرضاعة الوالدية تستهلك الام ليقوى جسم الرضيع على حساب جسد الام المتفاني دوما ..................... احترم كتاباتك .....أفند أحرفك ......أبحث فيها عما يلامسني ................... وتعليقا على بيضاء أقول أخاف من مستقبل التكولوجيا التي لاترحم على الياسمين الذي أعشقه واتطلع الى مستقبل اولادي الذي قد يكون خاليا من التواصل االانساني

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1440
القراءات: 1381
القراءات: 1608
القراءات: 1519
القراءات: 1597
القراءات: 1995
القراءات: 1405
القراءات: 1529
القراءات: 1508
القراءات: 1576
القراءات: 1505
القراءات: 1616
القراءات: 1572
القراءات: 1515
القراءات: 1582
القراءات: 1620
القراءات: 1598
القراءات: 1630
القراءات: 1632
القراءات: 1578
القراءات: 1604
القراءات: 1641
القراءات: 1657
القراءات: 1670
القراءات: 1620

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية