تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صرخة كوشنير

الافتتاحية
الأربعاء 4-11-2009م
بقلم : رئيس التحرير- أسعد عبود

ليست منطقتنا قريبة من السلام.. هذا يعني أن جهود العقدين الماضيين التي بذلها المجتمع الدولي ودول المنطقة والوسطاء والرعاة والناشطون بالعلن ومن خلف الكواليس كلها لم توصل إلى نتيجة..

وما زالت إسرائيل تؤكد سلوكاً وتصريحاً عدم جاهزيتها، ما يجعل عملية السلام بلا شريك إسرائيلي، وهو لب المشكلة.‏

عقدان من الزمن انتقلت فيهما مساعي السلام من فشل إلى فشل، ما أحاط النيات الخيرة بأجواء غائمة ضبابية، تكثر فيها الاعتداءات والجرائم والشكاوى وفقدان الأمان والاستقرار والثقة بمستقبل السلام.‏

هذا يضع القوى العالمية أمام عبء إضافي كبير، إن كانت تريد فعلاً السلام..‏

القوى العالمية تعبير عام وعنوان يشمل في تفاصيله، الولايات المتحدة.. الاتحاد الأوروبي.. روسيا الاتحادية.. الصين.. و.. دولاً أخرى وهيئات دولية عديدة.‏

لكن..‏

قادت الولايات المتحدة معظم إن لم نقل كل التحركات الدولية باتجاه السلام خلال المرحلة الماضية - الاستثناء الأهم كانت المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي - وكان لافتاً انصياع الاتحاد الأوروبي تحديداً لقيادة الولايات المتحدة رغم مرور السنين والانتقال من فشل إلى فشل.. وقد انتظرنا طويلاً دوراً أوروبياً يسعى للسلام دون انتظار الحصان الأميركي.‏

في الأيام القليلة الماضية تحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن مسألة السلام مراراً... في زيارته لكرواتيا «أكثر من مرة».. ولدى استقباله وفداً برلمانياً بريطانياً وآخر سويسرياً.. وفي كل هذه المرات أكد سيادته على دور أوروبي منتظر.‏

مشروع السلام وما يعانيه بسبب رفض إسرائيل وإصرارها على سياسة القوة والعدوان والتردد الأميركي.. بل في الحقيقة التراجع الأميركي الثابت، رغم محاولة السيدة كلينتون تحسين صورة تصريحاتها في فلسطين المحتلة أمام وزراء خارجية عرب في مراكش، كل ذلك يجعل المنطق يستعجل دوراً أوروبياً..‏

ويبدو أنه حتى الدبلوماسية الأوروبية تستعجل دوراً لها.. ذاك ما عبرت عنه صرخة السيد برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي «لا يمكن لأوروبا أن تستمر بدور الكومبارس في حل قضية الشرق الأوسط» أو دور الممول.. مشيراً إلى ما تدمره إسرائيل في الأراضي الفلسطينية من بنى تحتية موّلها الاتحاد الأوروبي.‏

هل ننتظر شيئاً من فرنسا بعد صرخة كوشنير هذه؟!.‏

أم إن الصدى سيأتي من الجدار الأميركي؟!.‏

بكل الأحوال.. في هذا الكلام المنسوب للسيد كوشنير اعتراف - على الأقل - بوضعية الكومبارس للدور الأوروبي في سلام الشرق الأوسط!!‏

هل يليق بأوروبا ذلك؟! نحن نرى لاوروبا دوراً أكبر.. أهم.. أوضح.. وأكثر استقلالية.‏

الاتحاد الأوروبي قوة عالمية قادرة فاعلة.. وفرنسا.. من أهم دوله.. وأكثرها قرباً لقضية سلام الشرق الأوسط..‏

فهل سيُفتح الأفق الأوروبي المضيء من البوابة الفرنسية. a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

نبراس الصوصو |  nbras-so@hotmail.com | 04/11/2009 03:55

نعم نحن نشعر الآن بتوجه أوربي نحو الحقيقة ولكن ما نخشاه ان يكون هذا التوجه نظريا لا عمليا أو عملي مثبط بسبب الضغوط والإملاءات الأمريكية

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 04/11/2009 13:05

للسيد الرئيس رؤية أوضح وأعمق وأشمل للعملية السلمية وعلى دراية كاملة للبعد الأستراتيجي لها وما لها من تأثير أيجابي فعلي على حياتنا هذه من جهة ومن جهة أخرى وأنا على ثقة من هذا بان السيد الرئيس يعلم بأن المقاومة والسلام شيئان متلازمان لايمكن الفصل بينهما ونحن في سوريا نسير بهذا الأتجاه إلى النصر الأكيد ولانقبل بأقل من هذا. أما فيما يتعلق بما قاله السيد كوشنير ما هو إلا للإعلام ليس إلا. الأتحاد الأوروبي ليست قوة عالمية لتفرض موقفها و إلا لماذا لا يوجد دور أوروبي فاعل في القضايا العالمية (دمرت يوغسلافيا أمام أعين الساسة الأوروبيين) ولم تستطيع أن تفعل شيئا أمام العجرفة الأمريكية و أي دولة أوروبية إذا كانت تريد أن تغير أصول اللعبة , مباشرة تبدأ المشاكل الداخلية من تحريك للمنظمات الطلابية والعمالية وغيرها و فرنسا كانت خير دليل على ذلك في الماضي القريب. السياسة الروسية الخارجية مازالت غير واضحة المعالم وغير قادرة على فهم قضايانا للأسف . نحن نعول على قائدنا وعلى دوره البناء في المسيرة ونحن معه .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية