تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شريان الشرور ومثلثه

البقعة الساخنة
الاثنين 14-12-2015
علي نصرالله

حتى قبل ساعات من الآن ما زالت تركيا تعتقد أنَّ بإمكانها الاستمرار باللعبة القذرة التي مارستها خلال السنوات الماضية، وربما ما زالت تُصدِّق أنها قوة أطلسية تستطيع الوقوف في وجه روسيا،

والتحرش بها وتهديد مصالحها وقواتها العاملة بسورية في إطار مشاركتها بالحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وبقية المشتقات من التنظيمات المماثلة.‏‏

وزير خارجية نظام أردوغان وغيره من أركان النظام الإخواني يُقدِّمون كل يوم مصاديق على حالة التضخم التي تعيشها زمرة أردوغان، سواء أتى ذلك باستعراضات قوة لا معنى لها، أم كان بإطلاق تصريحات نارية استمع العالم لنماذج منها مراراً حتى صار معروفاً أن أنقرة ظاهرة صوتية غير مؤثرة.‏‏

الشاويش وزير الخارجية الذي يقتدي برئيسه في الحماقة يدعو روسيا للتهدئة ويتحدث - بلهجة لا تخلو من التهديد - عن أن للصبر الذي تتحلى به تركيا إزاء روسيا حدوداً يُحذِّر من نفادها، وكأن أنقرة لم تكتشف بعد أنها كشريان حقيقي للإرهاب قد اتخذ القرار بشأن قطعه، وأنه مهما كان موقف الناتو، فإنّ ذلك لن يمنع إجراءات تنفيذه التي بدأت فعلياً، وأنّه مهما علا صراخها، فما من أشياء ستُغيّر في محتوى القرار وخطواته العملية.‏‏

الارتباط العضوي لتركيا بالدواعش والنصرة وبقية فصائل الإرهاب سيتم تفكيكه، وستدفع أنقرة ثمنه في السياسة والاقتصاد، وفي الميدان لو احتاج الأمر، ذلك أن رفضها القيام بفك علاقتها بالإرهاب والإصرار على سلوك نفس المسار رغم افتضاحه، لن تبقى أطره سياسية، ولا بدَّ أن تنتقل إلى الميادين الأكثر إيلاماً، ويبدو أنها تتقدم باتجاه هذه الخيارات بخطوات حمقاء جديدة.‏‏

تركيا القاعدة للقاعدة والدواعش ومشتقاتهما أمست بالأدلة والوقائع شريان الشرور الإرهابية كلها، وصار من الواجب قطعه، لا بل إنّ قطعه بات أولوية تتقدم سواها، وأصبح طريقاً إلزامياً للقضاء على الإرهاب، وعلى الفرنسيين والألمان والإنكليز وغيرهم أن يفكروا مراراً بالأمر قبل المُصادقة على الخطط العسكرية للانضمام إلى التحالف الخُلَّبي الذي تقوده أميركا، ليقع على أميركا واجب الإقلاع عن العبث بفتح وإغلاق مظلات الحماية لتركيا والسعودية وقطر حيناً وحيناً، وهي تعرف أن هذه الدول التي تمثل شريان الإرهاب تُشكل أحد أضلاع مثلث الشرور الذي سيتكسر رغم ما تعتقد وتتوهم باستحالة ذلك لأنها وإسرائيل تشكلان الضلعين الآخرين له!!.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية