تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصف اعتراف

البقعة الساخنة
الأحد 10-2-2013م
 ديب علي حسن

بُحت أصواتنا من عشرات السنين ونحن نعلق أن اسرائيل وراء مآسي الأمة العربية وأن مايجري في السر أو العلن ليس خارج تخطيطها ومباركتها ومد يد التآمر لمن يقوم به الكل يعرف ذلك معرفة اليقين ولكن لماذا يقيمون ستاراً من العماء بينهم وبين الاعتراف.

ربيع عربي بأدوات إسرائيلية، وتخطيط عمل عليه من سنوات وسنوات ربما فوجىء الكثيرون بما آلت إليه أوضاع العالم العربي، ولكن القلة ممن يتابعون مايخطط له ويجري يعرفون أن الذي حدث كان يجب أن يقع لأن آوان تنفيذه قد حان، وأن الآخر الذي يدعي الحرية والديمقراطية ويبيعنا شعارات جوفاء ليس بوادر الالتفات إلى مصير شعوبنا وقضايانا أبداً، مايهمه تنفيذ مخططات تخدم مصلحة ربيتبه إسرائيل.‏

الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلفها الجوقة الأوروبية، لم تترك ساعة تمر إلا وطالعتنا فيها بشعارات مللنا سماعها ولكنهم هم لم يملوا المتاجرة بها أبداً، كيف يملون وهي عدة وأداة النصب والاحتيال العالمية بأيديهم، وعبر مؤسسات يفترض أنها دولية..‏

في الكونغرس الأميركي يعترف وزير الدفاع الأميركي ورئيس أركانه أنهم أيدوا نصائح قدمتها وزارة الخارجية الأميركية لتسليح المعارضة السورية.. ومن قبل كانوا يعلنون أنهم ليسوا في وارد ذلك، وهم حريصون على الشعب السوري وأمته وسلامته واستقراره.. هل كان علينا نحن السوريين أن ننتظر اعتراف القادة العسكريين الأميركيين لتصدق أنهم وراء مايجري في بلدنا..؟!‏

هل نحن من الغفلة بمكان لنغمض أعيننا عما أعدته الولايات المتحدة الأميركية لنا، وهل دموع التماسيح تعني براءة الذئب من دم يوسف..؟!‏

الأميركيون بوسائل تدخلهم المباشرة وغير المباشرة متورطون إلى مالا نهاية في الأحداث التي جرت وتجري في سورية، وأي مواطن سوري مهما كانت درجة بساطته يعرف ذلك، وحتى أولئك الارهابيون الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأميركي الاسرائيلي يفتخرون بذلك ولايجدون حرجاً بالاتصال مع أعداء سورية والالتقاء بهم في منتديات (دولية) غايتها كما يفترض أن تصون السلم والأمن العالميين، لا أن تدعو إلى تدمير مقدرات الشعوب وقصفها بالطائرات كما ودعا أحد المشاركين.‏

اعترفوا أم لم يعترفوا، نحن ندرك أن هذا التدبير الممنهج لمقدرات سورية لا يأتي من عبث أبداً، ووراءه مخططات استعمارية الولايات المتحدة وإسرائيل وقطعان الأعراب ترعاها وتدفع بها للتنفيذ خدمة لمشاريع اسرائيل ومستقبلها المشؤوم في المنطقة بعد تنامي محور المقاومة واشتداده.‏

نصف اعتراف أميركي بما يقومون به، ولدينا الحقيقة كاملة، الاعتراف كاملاً، لسنا مغفلين عما أعدوه لنا وجربوه، ونفذوه، لكن المغفل أولئك الذين يظنون أنهم يشاركون الأميركيين صناعة مخططات واستراتيجيات وأنهم صاروا من أسياد العالم حتى شراً..‏

المغفلون أولئك الذين لايرون أن النار بدأت في منازلهم وأنهم ليسوا سوى دمى تحرك من بعد.. كيف لهم أن يظنوا أنهم قادرون على إخفاء ما في عروشهم وممالكهم من علائم انهيار..؟!‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 841
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 855
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 724
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 811
القراءات: 777
القراءات: 802
القراءات: 721
القراءات: 768

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية