مع ذلك كلما عدنا بذاكرتنا إلى الوراء تجدنا نتأوه ونغصّ ونمنع دمعة من النزول حتى لا يراها المستقبل ويشمت بنا وهو يتمتم المثل المعروف (يداك أوكتا وفوك نفخ )
أحيانا” يصل الكلام عن الماضي إلى درجة القداسة وكأنه لم يكن حمّال أوجه.. أو كأننا لم نكن على علم بتشققات هذا الماضي.. هل كنا غافلين عن أقنعة كثيرة يرتديها الذين حولنا ممن كتبنا عنهم ومجدناهم.. وممن بكينا عليهم وساندناهم؟ هل ضاقت رؤيانا لدرجة أننا لم نقرأ هنية الذي راح يصلي للسفاح أردوغان؟ ولم نقرأ توجهات حماس التي حولت قضية فلسطين إلى ورقة يتاجرون بها ليؤسسوا مملكة إخوانية آخر همها القضية الفلسطينية أو الاندماج مع كامل الشعب الفلسطيني وتوحيد الهدف.
والكلام على مشعل؟؟ يجدد الجرح السوري. والكلام على القدس العربية يجدد الشك بالعروبة وبكل المعتقدات الدينية.. لنكن واضحين ونتحدث بجرأة. من الذي تعنيه الآن القضية الفلسطينية؟
من يضع فلسطين أولا”؟
من غير السوريين والمقاومة اللبنانية يفكر بالنظر إلى ذاك الجنوب الذي غنته فيروز؟
كفى بيعا” وشراء بدم الشعوب وعذاب الشعوب. كفى نفاقا” أيها العربان من ((أبو الغيط إلى أبو عقال)).
وإذا يتسلم أبو الغيط الجامعة العربية.. لا بد عندئذ من تذكر نبيل العربي وإرسال وردة له لأنه صمت أخيرا”.. لقد حشوا فمه بالبترول إلى درجة انه لم يقدر أن يتكلم وقد كان الدم الليبي والعراقي والسوري يجري على وسادته. مع ذلك ظل أخرس.. واليوم جاءنا أبو الغيط (لا فضّ فوه؟؟) يهددنا ويتوعدنا بعدم استرجاع مقعد سورية في الجامعة العربية إلا بشروطه.. ولكن جاء الرد سريعا” وشافيا”من وزارة الخارجية السورية .. ونحن الشعب السوري نرد أيضا”.. هذه الجامعة لا تعنينا يا أبو الغيط.
لقد تجاوزنا هذه الأقنعة فخلعناها وحرقناها.. ويكفي لعبا” على ألفاظ القومية والعروبة..و و.. لقد شبعنا عروبة.. وها نحن نقاتل العالم من أجل سورية.. فوضبوا أقنعتكم.. ووضبوا دولاراتكم ودعونا نمجد شهداءنا وترابنا وخبزنا.. فالمجد دائما” لسورية وشعبها.
هل ضاقت عبارتنا فلم تتسع لتحليل تاريخ الغرب المستعمر؟
الم نتجرع السم على يد هذا الغرب الذي يدوس الشعوب ويقهرها ويسرق خيراتها.. ؟ ألم يكن الأتراك ضمن هذه الدائرة الاستعمارية الطاغية.. وهل إذا مدّ الذئب يده لنا يجعلنا نظن بأن الذئب تحول إلى حمل وديع؟
لماذا لا نقرأ. ؟ نعم نحن لا نقرأ مع أن الله حضنا في القرآن الكريم على القراءة.. والقراءة أنواع وأشكال ودلالات ومعان لا يفك رموزها إلا المتنورون.. وفي عالمنا العربي متنورون كثيرون.. ولكم أن تتذكروا مجلس اسطنبول ,والعرعور والدق على الطناجر.. والدعاء للسفاح اردوغان.. لكم ان تتذكروا وتصرخوا من شدة الفاجعة
والكلام على الهوية السورية كلام جارح يطول ويطول.. لقد رمى السوريون في الغرب هويتهم.. وضعوها في أدراج مقفلة.. وخبؤوا معها اللغة والعادات.. وراحوا يلهثون في شوارع الغرب عن هوية عامل مطعم.. آذن.. أو بواب.. وتباهوا بأنهم يعيشون في الغرب.. سهل عليهم أن يكونوا عالة وشحادين على أبواب الغرب ولا يكونوا جنودا”” يدافعون عن بيوتهم على الأقل.. لذلك يضيع الكلام في غمرة الكلام.. وتضيع الهويات في غمرة ضياع الهوية.
سألت صديقتي التي تملك ما يكفيها لتعيش في أرقى فنادق الغرب هل فكرت بترك سورية وأنت القادرة؟
نظرت إلي بغضب وقالت: ألمثلي تسألين هذا السؤال؟
أنا هنا. بين الرصاصة والرصاصة ولن أغادر سورية.
والكلام عن سورية يعني الكلام عن الكرامة . فمن لا وطن له لا كرامة له.. وأعتقد أننا نملك الكثير من الحكايات عن الذين غادروا أوطانهم وهربوا. إنهم مجرد أرقام تدخل سوق العمل والخدمة لا حقوق لهم ولا وطن لهم وفي أي لحظة يسحبون منهم هويتهم الجديدة ويرسلونهم في البحر وكما هربوا يهربون من جديد.
وبما أن الكلام عن الهجرة والسوريين وأصدقائهم.. السؤال لماذا لم يتوجه هؤلاء إلى أشقائهم في السعودية وقطر والبحرين أليس الأولى بدول الخليج ان تؤوي هؤلاء المهجرين حتى لا يضلوا عن الهدى ويتحولوا من وهابيين إلى كاثوليك مثلا”؟
و مثلا”.. ؟؟
تعبتم من الأمثلة لذلك سأترك الكلام لكم.