إلا أنه لا يزال يصرخ ظناً منه أنه بالصراخ وحده يمكن أن يبرئ نفسه من كل شيء.
ولذلك اختصر الوزير لافروف الحكاية كلها بالوصف الأبلغ عندما استخدم المثل الشائع (قبعة اللص تحترق) وقصته معروفة أيضاً وهي عندما تدخلت عرافة لكشف لص بين مجموعة وقالت أرى قبعة اللص تحترق فوضع أحد الموجودين يده على رأسه فاكتشفوا أمره.!
لكن الأمر بالنسبة لأردوغان مكشوفاً قبل أن تسأل العرافة وقبل أن يضع يده على رأسه فالحكاية تبدأ من مكانة أسرته في تجارة نفط داعش ولا تنتهي عند الأموال المحوّلة إلى التنظيمات الإرهابية.. فهل يعبّر الصراخ عن الحقيقة؟ هذا الصراخ وتلك الأكاذيب لا تجعل الذين يعرفون الحقيقة يهتمون بما يقوله أردوغان وليس بعيداً عن البيت التركي الداخلي ثمة حقائق يؤكدها أصحاب البيت منهم ما خرج به قبل أيام النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي محمود تنال بخصوص تورط رئيس النظام التركي رجب أردوغان وعائلته بتجارة النفط مع تنظيم داعش عندما تقدم بمذكرة مساءلة برلمانية لوزير الداخلية مرفقاً المذكرة بما يؤكد أن أردوغان وأسرته متورطون فعلاً بشراء النفط الذي يسرقه تنظيم داعش متسائلاً: هل هناك علاقة بين نقل منتجات النفط التي تنتجها شركات تحت سيطرة داعش بالتعاون مع الحكومة التركية وإسقاط الطائرة الروسية وهل إسقاط الطائرة الروسية يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تنظيم داعش وإرضاء منتجي النفط وتوفير الحماية للإرهابيين.؟
ومن شهادات أصحاب البيت التركي الداخلي أيضاً استطلاع للرأي أجراه الإعلامي التركي المعروف بقربه من رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية عبد الرحمن ديليباك عبر حسابه على التويتر أن أغلبية الأتراك يؤكدون أن نظام أردوغان يشتري النفط من تنظيم داعش الإرهابي ووجه الإعلامي سؤالاً واحداً في الاستطلاع حول الجهة التي تشتري النفط من تنظيم داعش فجاءت إجابات 77 بالمئة من المشاركين بأن نظام اردوغان هو من يقوم بذلك.. فهل ينفع الصراخ وهل يحتاج الأمر إلى عرافة تكشف حقيقة أردوغان.؟
وفي السياق نفسه ماذا بعد كل التصريحات الأميركية بشأن سورية هذه التصريحات التي ظلت طوال الأزمة المفتعلة مبنية على معايير مزدوجة وكأن الذين يصرحون ويراهنون لا يرون كيف يتم تهريب النفط المسروق إلى تركيا، وعندما يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لا يرون ذلك فهم لا يرون ماذا تفعل داعش وماذا يحصل في سورية وهم أيضاً لا يشاهدون التلفزيون ولم يسمعوا بصناعتهم الجديدة (ائتلاف اسطنبول).
فهل يستفيدون من الدرس الفرنسي عندما اكتشفت فرنسا متأخرة عمق أخطائها في التآمر على سورية بعد أن حصدت ما زرعت وبدأ الإرهاب ينخر مجتمعها ويقيم فيما بين مواطنيها فهل آن الأوان أن يتوقف هؤلاء عن الصراخ والكلام المجاني قبل أن تنتهي حكاية الحرب على سورية بكل فصولها بانتصار الحق على الباطل والبطولة على التآمر والشجاعة على التواطؤ.؟!