تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عاصفــة الجهـــل

معاً على الطريق
الثلاثاء 8-12-2015
خالد الأشهب

مئة شخصية سورية ممن يصنفون أنفسهم أو تصنفهم السعودية معارضة معتدلة يجتمعون اليوم في الدرعية «الرياض» بدعوة رسمية من آل سعود، حيث ينكب فلاسفة الفكر السياسي وفطاحل القياس والتعيير وموازين الاعتدال والتطرف من رعاة الإبل السعوديين،

على غربلة هؤلاء المعارضين المنتقين لاستخلاص ثلة معتدلة منهم، تشكل وفداً.. سيجري تعقيمه وتوضيبه وتعليبه وإرساله بطرد بريدي معفى من الضرائب السياسية إلى نيويورك، للتفاوض مع وفد الدولة السورية!‏

صحيح أن الأمر يبدو طريفاً إلى حد السخرية، أن يجري تكليف السعوديين بالذات بدور الحكم للفصل بين التطرف والاعتدال السياسي، وصحيح أننا سنشهد اليوم وغداً وبعد غد مشهداً من مشاهد الكوميديا السياسية السوداء، غير أن الحاسم في الأمر أن السعوديين سيلعبون أذكى أدوارهم السياسية على الإطلاق، خاصة أنهم لم يتجرؤوا على توجيه الدعوة لداعش وجبهة النصرة، حين تقع اختياراتهم على ترشيح ثلة معتدلة حقاً.. ليس من طيف الفصائل السياسية المدعوة والمشاركة بعدما تم تطفيش بعضها، بل من بين الداعشيين والنصرويين المتنكرين بعناوين أخرى مثل جيش الإسلام أو أحرار الشام مثلاً.. وحدث ولا حرج، أي الذين يعول عادل الجبير عليهم دائما خياراته العسكرية التي يكررها برتابة وعناد ملحوظين.‏

لا أتوقع أبداً أن مؤتمر المعارضين السوريين في درعية آل سعود سيفشل، بل على العكس أتوقع نجاحاً سعودياً مؤزراً في هذا الإطار ولأكثر من سبب: أولها، أن المعارضين المعتدلين سياسياً لن يذهبوا أو يلبوا الدعوة لأكثر من سبب أيضاً، إذ خير لهم أن يتخلفوا من أن يجاوروا القتلة والمجرمين في تصنيف واحد.. أو من أن يلبوا دعوة من لا يعلم للحكم بما يعلمونه هم !‏

وثانيها، أن ثلة المعارضين الذين سينتهي إليهم التقييم السعودي «الممتاز» بالاعتدال، سيكشف عن مفاهيم آل سعود ومقاييسهم في توصيف الاعتدال، وسيعرف العالم حينذاك أن الاعتدال السعودي يعني يسار التطرف في أبعد تقدير.. إذ كيف للسعودي وهو المتطرف أصلاً أن يختار معتدلين من خارج دائرة تطرفه؟‏

وثالثها، أن السعودية سترسل إلى نيويورك كل من تتمناه أن يذهب إليها للبحث في حل سياسي لسورية يوافق آلها الحاكم.. فهل ستختار السعودية معتدلين سوريين يساريين سياسياً؟‏

ورابعها، أن كل الذاهبين إلى مؤتمر الدرعية يعلمون سلفاً أن ثمة «مصروف جيب» على الأقل سيقبضونه هناك.. ولماذا لا يقبضون هم إذا كان قادة دول عظمى يقبضون ويسكتون؟ ولماذا لا تشتريهم السعودية إذا كانت تشتري أو تستأجر كل شيء.. من الطائرة إلى حبة القمح مروراً بالجيوش وحتى عناوين الحملات العدوانية على طريقة « عاصفة الحسم وعاصفة الأمل» وعلى وزن عاصفة الصحراء وعاصفة الغضب؟‏

على أي حال.. تابعوا «عاصفة الجهل» السعودية اليوم وغداً، وسنعاود الحديث!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2185
القراءات: 2089
القراءات: 2511
القراءات: 2460
القراءات: 2241
القراءات: 2606
القراءات: 2555
القراءات: 2490
القراءات: 2260
القراءات: 2582
القراءات: 2795
القراءات: 2691
القراءات: 2384
القراءات: 2844
القراءات: 2909
القراءات: 2996
القراءات: 2781
القراءات: 3156
القراءات: 3109
القراءات: 3210
القراءات: 2610
القراءات: 3079
القراءات: 3565
القراءات: 3330
القراءات: 3386

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية