تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اعتراف أم بوح..؟!

من داخل الهامش
الاثنين 4-2-2013
 ديب علي حسن

لا أدري أين قرأت أن الكثيرين من المبدعين يتخذون تجاربهم الشخصية محطات في إبداعهم، استلهاماً روائياً أو شعرياً أو.. والروائيون هم الأقدر على ذلك... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الى متى يظل الكاتب يتخذ تجاربه مصدراً لإلهامه...؟!

ليس لدي أبداً ما أقوله هنا إلاّ أن عمق حياة وتجارب المبدع تغني إبداعه سواء أكان رواية أم شعراً أم فناً، وإذا ما أتى بشكل مذكرات أو أدب سيرة ذاتية، وهنا بيت القصيد...‏

ماذا عن المذكرات... كيف تكتب ولماذا تكتب، وهل تقدم كل شيء.. بل هل نعتبرها أدباً...؟!‏

سياسيون وفنانون ومفكرون و.. كتبوا مذكراتهم وقدموها كما أرادوا وأظن أن المقولة الشعبية التي يرددها الكثيرون:‏

(من بيده القلم لا يكتب نفسه بين الأشقياء) والذي يقرر أن يقدم مذكراته لديه ما يقدمه ولديه ما يخفيه ويبعده..‏

وفي التجارب الكثير سواء في مذكرات السياسيين أم الأدباء أم غيرهم...‏

بيل كلينتون لم يبح بكل شيء، وهيلاري لم تقل رأيها صراحة بما جرى بين بيل ولوينسكي، لكنها قالت مواربة: نظرت إلى بيل يوم صالحنا مانديلا ووددت أن أدق عنقه لكنه رئيسي.. وفي مذكرات الأدباء الكثير من الأسرار التي لم نكن لنعرفها لولا أنهم قرروا أن يبوحوا بها..‏

هل قرأتم (يومياتي) للجواهري حوار أجراه معه فاروق البقيلي ونشر.. وكان رحمه الله جريئاً فيه بلا حدود..‏

هل قرأتم مذكرات عبد الحميد جودة السحار حين يصف زيارة المقابر إذ كان طفلاً صغيراً يذهب مع أمه ونساء أعمامه، الى المقابر وكانت النسوة يشترين كميات كبيرة من الموز، وبلحظات يتم التهامها في المقبرة، بحجة أن المرحوم كان يحب الموز...‏

هل قرأتم اعتراف الياس فرحات وأن مكتبته لم تكن تحوي أكثر من عشرة كتب.. وغير ذلك كثير....‏

وأدب المذكرات بالتأكيد غير السيرة الذاتية، ولدينا ما قدمه (طه حسين) في رائعته الأيام..‏

وعلى كل حال هذان اللونان من الابداع لم يجدا الاهتمام الكبير في عالمنا العربي، وربما لم يكن الاعتراف سيداً فيما قدمه هؤلاء المبدعون...‏

الاعتراف لون بين المذكرات والسيرة الذاتية، بل هو الذي يوشي الكتابة ويعطيها دفعاً وطعماً.. وربما رآه البعض علاجاً نفسياً إذ يدعي المبدع بكل مالديه من هموم وهنا نشير الى(آلام فرتر) لغوته إذ يروى أن غوته شعر بالراحة والطمأنينة النفسية بعد أن ألقى باعترافاته وآلامه على لسان (فرتر)...‏

لون من الأدب قد يكون كاتبه مفكراً، سياسياً، شاعراً، فناناً، فيه المتعة وإنارة كواليس لا نعرفها، لكن ذلك كلّه يبقى رهن الكاتب وجرأته في البوح وتدوين ما جرى وخطورة مايقدمه...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 732
القراءات: 734
القراءات: 763
القراءات: 657
القراءات: 671
القراءات: 753
القراءات: 818
القراءات: 759
القراءات: 631
القراءات: 831
القراءات: 732
القراءات: 713
القراءات: 700
القراءات: 717
القراءات: 701
القراءات: 656
القراءات: 810
القراءات: 677
القراءات: 747
القراءات: 721
القراءات: 784
القراءات: 756
القراءات: 774
القراءات: 699
القراءات: 748

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية