تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجدد الوهم!!

البقعة الساخنة
الاثنين9-9-2019
علي نصر الله

لم تُماطل إدارة دونالد ترامب، خَضعت لنظام اللص أردوغان، أم سَايرته، بشأن (المنطقة الآمنة، لا فَرق، ذلك أن المُوافقة على تَسيير دوريات أميركية - تركية مُشتركة في منطقة الجزيرة السورية، والبدء بها فعلياً، هو استمرارٌ لعدوان مَوصوف، لن يَستمر،

ولن يَمر، وواهمٌ هو كل من يَعتقد امتلاك واشنطن وأنقرة قُدرة امتصاص تَبعاته، ومُشتبه هو كل من يُقَدِّر أن لدى الجانبين الأميركي والتركي الأهلية لاستكمال ما يُخططان له تالياً.‏

الخطوة الأميركية - التركية، خطيرة، مرفوضة، هذا ما يُجمع عليه العالم، غير أن ما هو مَحل إجماع أيضاً أنّها الخطوة الحمقاء التي لا تَقل حماقة عن كل سابقاتها منذ بدأت شراكة الجانبين في الاستثمار بالحُثالات الإرهابية التكفيرية، تَجنيدها، تَمريرها، تَسليحها، تَدريبها، وصولاً إلى مُحاولات إنقاذها، والاستمرار بالرِّهان عليها.‏

هي خطوة حمقاء جديدة، يَقيناً ستسقط كما سقطت سابقاتها، وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن إجهاضها، إحباطها، إسقاطها نهائياً قبل تَحَقُّقِ أيّ غاية شريرة لها تَخدم واشنطن وأنقرة، فإنه لا بدّ من المرور على مُؤشراتها، ذلك أنّ أول ما تُؤشر له هو تَجدد الوهم لدى الطرفين بإمكانية صُنع ما عَجزا عنه طيلة سنوات العدوان!.‏

في الشوط الأخير من المعركة، لا يَملك المُنتصر، المُتقدم، خياراً آخر غير خيار استكمال انتصاره وتَقدمه في الميدان - هو ما تَفعله سورية وحلفاؤها بالعزم والثبات والتصميم والثقة، بالمُقابل لا يبدو من خيارات مُتاحة أمام المَهزومة أدواته، المُتكسرة أذرعه، المُتحطمة مشاريعه ومخططاته، إلا أن يُلملم أشلاءه ويَحزم حقائبه ويَرحل - هو ما تَرفض واشنطن وأنقرة القيام به - استكباراً وإنكاراً، وربما تَعبيراً عن العناد وحالة الانفصال عن الواقع! مَهلاً، ستَفعلان قسراً وقهراً ما تَقَدَّم وأكثر.‏

ثاني ما تُؤشر له الخطوة الأميركية - التركية الحمقاء، هو أنّ كل ما قِيل عن خلافات بين واشنطن وأنقرة غير حقيقي، فالخلافات التي يَتكاثر الحديث عنها هي مُجرد مسرحية يُؤديها الطرفان لتلبية حاجاتهما وأهدافهما التي لا تُفسدها أيّ خلافات، حتى لو وُجدت، تَبقى ثانوية لا تُؤثر بالمسار العام، حيث الاجتماع في الأطلسي، وعلى خدمة (إسرائيل)، ودائماً على تهديد روسيا. وما الشراكة، بين واشنطن وأنقرة، برعاية الإرهاب واستهداف سورية إلا لتبادل الخدمة - إقليمياً ودولياً - على ذلك المسار العام.‏

المُؤشرات الكثيرة، الأخرى، التي تَعتَمِلُها خطوة واشنطن - أنقرة، قد لا تكون أقل أهمية، يُمكن الإشارة لها لاحقاً، لكن تَبدو الأولوية للتَّركيز على ما تَقَدّم لشَديد أهميته وخطورته انطلاقاً من اتصاله مُباشرة بصراع الإرادات الدولية، ولفَضح دور اللص أردوغان المُخادع، واصطفافاته، التكتيكية منها، والاستراتيجية النهائية، حيث لن يكون في نهاية المَطاف إلا جُزءاً من المشروع الصهيوأميركي.‏

الوهمُ المُتجدد في أردوغان، ترامب، نتنياهو، وبقية مُلحقات محور الشر والعدوان، تلك المُقيمة على ضفاف المتوسط والأطلسي، وتلك المُقيمة في خليج الأعراب، لن يَتطاول الوقت قبل أن يَتبدد.‏

قد تَعددت الدروس، في سورية البطولة والصمود، في جنوب لبنان المُقاوم، في مَضيق هرمز ومياه الخليج، وهناك في القرم .. مَن يَتوهم ولم يَتعلم، قد لا تُتاح له فُرصة التَّعلم مُجدداً!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12376
القراءات: 1657
القراءات: 1311
القراءات: 1477
القراءات: 1433
القراءات: 1254
القراءات: 1491
القراءات: 1362
القراءات: 1474
القراءات: 1561
القراءات: 1567
القراءات: 1633
القراءات: 1902
القراءات: 1277
القراءات: 1351
القراءات: 1295
القراءات: 1667
القراءات: 1480
القراءات: 1435
القراءات: 1517
القراءات: 1474
القراءات: 1499
القراءات: 1470
القراءات: 1782
القراءات: 1482
القراءات: 1359

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية