مواسم ثقافية تقفز بوجهك برامجها التي لاتعرف كيف ومتى وأين أعدت ولماذا تأتي على هذا الشكل الذي نظن ,وكثير من الظن أبعد من يقين , أنها لاتخدم أحدا , ولا تقرب الجمهور من الحضور.
نكرس أسماء مللناها , كادت تقاسمنا حيواتنا , في غرف طعامنا وشرابنا , نكرس المكرس , ونحتفي بمن تورم كثيرا , بعضهم , وليس الجميع , لا نتعب أنفسنا في البحث عن قضايا تشدنا جميعا , نعمل على الاعداد لها قبل فترة من الزمن , نضع خطوات كبرى لها , ثم نناقشها بهدوء وروية , نعلن أنها قيد المناقشة والتعديل .
ما يجري الآن في الكثير من النشاطات أنك ترى أمامك بطاقة دعوة , برنامج لندوة كبيرة , احتفاء بهذا وذاك لم يعلن عنه سابقا , كيف ومتى تم الاعداد , لا أحد يدري , ليس المطلوب المشاركة بكل شيء , لا , ولكن هناك مشهد ثقافي واعلامي يتابع يجب أن يستفاد من متابعته , من خبرةالميدان التي اكتسبها , وهنا لن نقول : هذا وذاك , إنما الاعلام بشكل عام , لاسيما أن الكثيرين ممن هم في مواقع القرارات الادارية بالمؤسسات الثقافية , مازالوا يعيشون وهم أنهم أتوا إلى حيث هم تقديرا لهم , ولابداعهم , وعلى الثقافة والمثقفين أن يكونوا لخدمتهم , وليس العكس , أن تكون قائدا لمؤسسة ثقافية , يعني أنك أنت لخدمة الثقافة ومشروعها , للفكر الاصيل , للقدرة على التفاعل والاستفادة من كل المشاهد المحيطة بك, ثماني سنوات من الحرب علينا , لم نتعلم منها إلا القليل , الثقافة التي توضع برامجها وراء أبواب مغلقة ستبقى حيث وضعت , البرامج التي تكرس المكرس إن لم يكن لديه جديد, ليست إلا اجترارا بائساً...
الثقافة حياة , تفاعل , قدرة على أن تكون مبادرا , أن توجه الموج إلى الشطآن التي تريدها , لست عامل ديوان ما يأتيك تسجله , افتحوا أبوابكم , تواصلوا , تفاعلوا , اقتربوا من نبض الناس , اتركوا بصمة تضاف إلى ما هو أصيل , ثقافات البرج العاجي انتهت , ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.