ولا تكاد تمر مناسبة دون أن يبيّن لنا دي ميستورا ضرورة مواصلة الجهود في مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش المتطرف، ويعتبر أن التسوية السياسية للأزمة في سورية ستجعل ذلك ممكناً، دون أن يشرح للعالم كيف تعرقل أميركا وحلفاؤها التسوية وكيف تساند كل المتطرفين في الأرض لنشر المزيد من فوضاها الهدامة التي أطلقت عليها يوماً بالخلاقة.
المثير للاستغراب أكثر أنه رغم فشل كل الجولات السابقة من الحوار فإن المبعوث الأممي يظهر بين الفينة والأخرى ليقول: إن هناك نية حاسمة لإطلاق جولة جديدة بعد التحضير الجيد لها لضمان استمراريتها، مع أنه يدرك جيداً أن أميركا لن تسمح لها بحسم الأمور نحو الحل السياسي.
لقد توقفت الجولة الأخيرة من محادثات جنيف في نيسان الماضي دون تحقيق أي نتائج تذكر واقتصرت على اللقاءات مع دي ميستورا بسبب السياسات الأميركية التي تقوم على صب الزيت فوق نار الأزمة بدلاً من حلها، والمطلوب من المبعوث الدولي وضع النقاط على الحروف كي تقول أميركا كلاماً آخر وإلا سيظل كمن ينفخ في قربة مثقوبة.
والمطلوب من أميركا توجه أساسي لحل الأزمة في سورية سياسياً وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت من قبل في ليبيا والعراق، إن كانت أميركا فعلاً تريد الاستفادة من تجارب الماضي لكنها لا تريد ذلك بكل الأحوال.
ahmadh@ureach.com