تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجولان.. ومرتزقة التعويل الإسرائيلي

الافتتاحيــة
الجمعة 14-2-2014
رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

لم تستطع أضواء جنيف أن تحجب الجولان أو أن تغيّبه عن أولويات السوريين، ولم يستطع الإرهاب- رغم محاولة الإسرائيلي الاصطياد في ظلمته- أن يلغي قضية الجولان والأرض المحتلة من قاموسهم ومن يومياتهم وتفاصيل ذاكرتهم الجمعية والفردية،

كجزء من الوجدان السوري الذي تتقاطع عنده كل مشاهد اليقين السياسي ببقاء الجولان بنداً دائماً في لائحة همهم واهتمامهم.‏

ولم يكن بمقدور الحجارة التي رمتها قوى وأطراف وهي تغمز من قناته أن تغيّر في الحقيقة شيئاً، خصوصاً بعد أن تكشفت أبعاد العلاقة القائمة بين الإرهابيين وإسرائيل، وتوضحت معايير المعادلة السياسية التي يريد أن يفرضها الإرهاب في رسم معالم الطريق إلى خدمة الإسرائيلي تنفيذاً للاشتراط الأميركي.‏

فبقي الجولان كما كان على الدوام معياراً للعمل السياسي والوطني، وظلت رمزيته تحاكي انفعالات السوريين اليومية، وهم يتابعون جزئيات العدوان المتواصل على سورية من أصقاع تقاطرت عبرها المرتزقة، والتقت من خلالها الدول الوظيفية القائمة مع الفعل الإرهابي المنظم، وتقاطعت عنده الأطماع والمشاريع مع أجندة التنظيمات الإرهابية.‏

ربما لم يكن صعباً على أحد تقصي أبعاد العلاقة وحدود الخدمة المتبادلة بين الإرهابيين وإسرائيل، ودرجة الكفالة الإقليمية والغربية والرعاية الأميركية المباشرة، لكن في الوقت ذاته لم يكن من السهل توقع أن يتم تظهيرها بهذه العلنية ولا أن يكون الوسطاء مشيخات وإمارات، وصولاً إلى أن يسارع الإسرائيليون إلى المجاهرة بأهدافهم النهائية في القرصنة السياسية مستغلين أجواء المناخ الدولي المتداخلة في حسابات النظام العالمي الذي يولد.‏

الفارق في الحسابات هنا يشبه الخطأ في افتراضات المرتزقة ومشغليهم والأوهام التي انتصبت، كما يتقاطع مع المعادلات المقلوبة التي ارتسمت في أذهان الكثيرين ممن عوّلوا على الأميركي وأدواته في استهداف سورية، وأن الضغط في نهاية المطاف يمكن أن يعدّل من مسار الأحداث، وجاءت المقاربات الإسرائيلية مشبعة بغطرسة الاحتلال المعهودة لاقتناص فرصة الانشغال بما يجري من أجل تحقيق ما عجزت عنه على مدى سنوات الاحتلال البغيض، وهي تحصي أوراق التعويل في محفظة المرتزقة.‏

واللافت أن يكشف الإسرائيلي علناً وفي توقيت لا يخلو من دلالة واضحة في التخطيط المسبق لاقتناص الفرصة، وأن يمر الأمر دون أن يستوجب ولو كلمة واحدة من المعارضين باختلاف أطيافهم.. أدوارهم ووظائفهم، ولا نعتقد أن قضية الجولان تخص أحداً في سورية دون سواه، وهي كما كانت موضع إجماع في الماضي ستبقى كذلك، ووحدهم المتآمرون والخونة يريدون أن يعزلوا أنفسهم خارج دائرة حسابات غضب الإسرائيلي وأسيادهم في السياسة ومموليهم في الإرهاب.‏

الاختلاف هنا قطعي والفراق حتمي والتعارض إلزامي، لأن السوريين الذين رفضوا قرار الضم رسمياً وشعبياً باتوا اليوم أكثر تمسكاً برفضه وأشد إصراراً على استعادة أراضيهم المغتصبة، وأكثر قناعة بأن هؤلاء المرتزقة في السياسة والقتل والدبلوماسية والإعلام لا يختلفون عن بعضهم وليس هناك من فارق، حيث من يرفض استعادة الأرض المغتصبة لا يختلف كثيراً عمن يضع يده بيد الإسرائيلي والاثنان لا يختلفان عن الإرهابي الذي يقتل السوريين بالقنص والمفخخات والهاون والتفجيرات الإرهابية.‏

ما فات الجميع أن الجولانيين الذين بقوا على تمسكهم بهويتهم لن يقبلوا أن يكونوا جسراً لتنفيذ ما عجز الاحتلال عن فرضه بالقوة والضم والتهجير والتنكيل، ولن يسمحوا لبضع خونة ومتآمرين أن يعدّلوا من مشهد مقاومتهم الذي كان وسيبقى مثالاً حياً للتمسك بالأرض والهوية، وهم يدركون أن السوريين على امتداد الأرض السورية يتشاركون معهم آمال عودة الأرض ودحر المحتل مهما طال الزمن.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية