تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التوءم: الربيع ونبيل

إضاءات
الأثنين 30-4-2012
د.خلف علي المفتاح

لا أعلم إذا كانت مصادفة أن يتطابق الداخلان الجديدان على مفردات الخطاب الإعلامي والسياسي الراهن وهما الربيع العربي ونبيل العربي وما القاسم المشترك بينهما ومن منهما يعيش ربيعه حقيقة وباعتقادنا أن الحديث عن ربيع عربي

ما زال يعيش أزمة توصيف وهذا يرتبط بخلفيات سياسية وأيديولوجية يرتكز إليها مقاربو هذه المسألة انطلاقاً من تحليلهم للناتج السياسي لما حصل في أكثر من بلد عربي وقربه أو ابتعاده عن مضمون ومفهوم الربيع الحقيقي على خلفية أن كلمة ربيع ترتبط بذاكرة السياسيين بأحداث جرت في عقود مضت إبان الحرب الباردة بين الشرق والغرب كربيع براغ عام ثمانية وستين وما أطلق عليه ربيع بكين عام تسعة وثمانين وعلى أي حال فإن كلا الربيعين بالمفهوم السياسي الغربي لم يتحقق لسبب جوهري هو أن إطلاق كلمة ربيع جاء على خلفية إيديولوجية وافدة من فكر استشراقي غربي، وبالعودة للمصطلح نقول إن أمين عام الجامعة العربية السيد نبيل العربي يعيش ربيعه حقيقة فها هو يشد الرحال من عاصمة لأخرى فنراه متنقلاً بين القاهرة والدوحة واسطنبول ونيويورك ترافقه عدسات التصوير وتتنافس القنوات الفضائية العالمية لتحصل منه على تصريح أو حديث عن الأزمة التي أقامت العالم ولم تقعده وهي بالتأكيد الأزمة السورية التي أصبحت أزمتهم هم لا أزمة السوريين إضافة إلى إطلالته علينا من منصات مجلس الأمن ومجلس اسطنبول ومجلس الجامعة العربية ولا نعلم إذا كان ثمة مجالس أخرى سنشهد ولادتها على خلفية الأزمة السورية.‏

ولعل مشكلة السيد نبيل العربي تكمن في أن ربيعه جاء متأخراً لا بل وهو في أرذل العمر وبعد أن وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا وما في اليد حيلة لذلك نراه يزاور ذات اليمين وذات الشمال فيرى الشيخ والأمير في الميمنة والميسرة يحكمان الطوق عليه وخاصة أنهما في حضرة سيدة البيت الأبيض المدللة هيلاري التي لا تخفي إعجابها بوفاء عربها لا لأبناء جلدتهم بل لبيتها الأبيض، هذه المشاهد المخزية تختصر زمننا العربي الرديء وانكشاف أمننا القومي العربي ودرجة انخراط البعض منا في مشاريع الغرب الاستعماري حليف الكيان الصهيوني اللاعب الخفي في كل ما يجري على الساحة العربية المكشوفة والممزقة.‏

والحال لو أراد السيد العربي ربيعاً عربياً لما فرط في أوراق الجامعة العربية وقزم دورها عندما تحول إلى قاضي إحالة فيها لمجلس الأمن ما أضعف دورها وقلل من شأنها وهي التي كانت خيمة عربية جامعة للعرب لا مفرقة لهم على محدودية دورها وهذا ما لا يجادل فيه أحد ولكن أن تتحول الجامعة إلى مكسر عصا للغرب و«إسرائيل» وذراعاً سياسية وعسكرية لهم فهذا باعتقادنا لا يمكن لعاقل أن يقبله.‏

إن هذا الدور اللامتوازن والمنحاز الذي لعبه أمين عام الجامعة العربية هو الذي أخرجها من دائرة الفعل السياسي وجعلها تعيش حالة انعدام وزن إضافة إلى انتقال مركز ثقلها من القاهرة بحجمها التاريخي ومركزيتها إلى الدوحة وطارئيتها وراهنيتها وهذا يعني بالمفهوم العملي أن الجامعة العربية تعيش خريفها فيما أمينها العام لا يزال ينعم في فصل هو من أقصر فصول السنة في بيئتنا العربية التي تلفها صحراء قاحلة؟‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11293
القراءات: 1057
القراءات: 811
القراءات: 961
القراءات: 839
القراءات: 906
القراءات: 919
القراءات: 881
القراءات: 954
القراءات: 897
القراءات: 910
القراءات: 878
القراءات: 906
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 958
القراءات: 1050
القراءات: 1028
القراءات: 959
القراءات: 1020
القراءات: 958
القراءات: 988
القراءات: 1007
القراءات: 1049
القراءات: 1262
القراءات: 1199

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية