الذي تقوده أمريكا في لبنان لم يعد يتوقف عند حدود رفض واجهاض المبادرات وادارة الظهر للشعب اللبناني وانما يبحث من دون ملل عن فتيل للتفجير ويجهد من دون استحياء في ابتداع المزيد من الهرطقات لتعطيل جميع مؤسسات الدولة.
فمن خلال الاستئثار بالسلطة يعطل الفريق الشباطي رئاسة مجلس الوزراء, وبالقفز فوق الرئاسة الاولى وتجاهلها (ساعة يشاء) يحاول تعطيل هذه المؤسسة, وباقتحام المجلس النيابي الذي جرى قبل يومين محاولة شباطية جديدة للتصويب على الرئاسة الثانية وتعطيل المؤسسة التشريعية.
الاكثرية الساحقة باتوا مقتنعين قناعة راسخة بأنه ليس ثمة ما يبرر هرطقات هذا الفريق وسلوكياته المرفوضة المستجلبة للوصاية الاجنبية علنا, ويوقنون ان هناك انخراطاً في مشروع خارجي واجندة اجنبية تعهد الشباطيون السير فيها حتى النهاية مهما كانت النتائج كارثية عليهم وعلى شعبهم ووطنهم الذي ارادوه مرتهنا كما ارادتهم للامريكي والفرنسي.
ولعل اهم ما يدلل على ارتهانهم للخارج هو ذاك الارتباط الذي يخترعونه عند كل منعطف ولدى مناقشة كل مسألة, بين المسائل المطروحة وقضية المحكمة الدولية رغم التوافق اللبناني الحاصل والناجز عليها خلال دقائق معدودات منذ عدة اشهر على طاولة الحوار.
فهذا الفريق لا يريد المحكمة ولا الحقيقة, ويسعى لعرقلة المحكمة وعدم ظهور الحقيقة, وإلا فلماذا يخشى الشباطيون كل الاسئلة المتعلقة بشهود الزور ونظام المحكمة, ولماذا يريدون تمرير المحكمة كمن يمارس السرقة, ولماذا ينتهكون الدستور وميثاق العيش المشترك ويرفضون الامتثال لارادة الشعب والعودة إليه اذا كانوا يتمتعون بثقته ويدعون تمثيل اغلبيته في البرلمان??!
الفريق الشباطي يعرف ان المحكمة هي آخر حلقة في سلسلة مؤامرة إلحاق لبنان بالخارج,ذلك انها الابن الشرعي للمشروع اياه ولجريمة اغتيال الرئيس الحريري وكل الاغتيالات اللاحقة,وهو يتمسك بها وبنظامها الذي شارك في صياغته اسرائيليون إلى جانب بولتون حامل درع الآرز ليس من أجل الحقيقة وإنما من أجل استكمال المخطط الاميركي - الاسرائيلي.
ومن السهولة بمكان ملاحظة هذا المشروع المخطط في حديث الاميركيين والاسرائيليين وأقطاب 14 شباط الذي يصل إلى حدود التطابق التام,وكأنما هناك أمر عمليات قد صدر ووزع في واشنطن ونيويورك وباريس وتل أبيب وبيروت ... راجعوا تصريحات بوش ورايس وبولتون وأولمرت وفيلتمان وجنبلاط وجعجع ... وغيرهم تجدوا أن الامور أكثر وضوحاً ولا تحتاج إلى ذكاء وقاد أو نباهة زائدة.