الواقع أن ثمة منغصات تعكر صفو العمل النقابي وتحد من فاعليته, بل على العكس تسهم في تراجعه والتهديد بضياع تأثيره, الأمر الذي ينذر باستعادة سطوة وتسلط الأجهزة البيروقراطية على مفاصل الادارة بصورة مطلقة من دون رقيب أو حسيب, أو ناظم مطبق قانونياً يحدد الصيغة المهنية في مؤسسات الدولة ومنشأتها المختلفة.
وأعتقد أن إحجام بعض المهنيين عن الترشح لقيادة العمل النقابي أسهم بوصول بعض القيادات غير الكفوءة وغير المؤمنة بالعمل النقابي أصلاً, فلا عمل نقابي ناجح من دون نقابيين حقيقيين ينتمون الى أبناء مهنتهم, ويشابهونهم في جميع حالاتهم, ويعون ويدركون معاناتهم في مختلف درجات ومواقع مهنتهم, بما يسمح لهم بتمثيل زملائهم تمثيلاً حقيقياً, فيما يشير الواقع الى هنات وضعف تعلن عن نفسها صراحة تدفع أبناء المهنة للابتعاد عن تنظيمهم النقابي والكفران به.
وأعتقد أن من أولى واجبات القيادات النقابية المنتخبة حديثاً, والمتهمة في قدرتها على تحقيق نجاحات مأم=ولة, من أولى واجباتها البحث عن طرائق وأساليب توازن ما بين الانتماء النقابي والارتقاء المهني. وهو أمر ممكن التحقيق في ظل وجود عزيمة صادقة, وابتعاد عن المصالح الذاتية, والترفع عن المكاسب الفردية, ونبذ العقلية الفردية, والانخراط في العمل الجماعي النقابي, والانتماء المهني الصادق... ولن أزيد أكثر..