كما جاء انعقاد هذا الاجتماع الذي شاركت فيه دول الجوار الاقليمي للعراق بشكل دوري ,ليعيد إلى الأذهان مواقف هذ ه الدول من الغزو ومن الفوضى الأمنية التي جاء بها وحاول تحميل مسؤولياتها مرة للإرهاب المزعوم ,ومرة للبلدان المجاورة للعراق ,للهروب من مسؤوليته المباشرة عن الوضع الأمني المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي .
فمنذ البداية حذرت جميع الدول المجاورة للعراق بما فيها الدول غيرالعربية ,وهي تركيا وايران - من النتائج الكارثية التي سيخلفها احتلال العراق , ومن الوضع الأمني المتفجر الذي ستشهده المنطقة برمتها في حال قررت إدارة بوش ارتكاب هذه الحماقات الكبيرة وحاولت جميع هذه البلدان ,وفي مقدمتها سورية التنسيق مع أكثر الأطراف الدولية فاعلية على الساحة العالمية لدرء الخطر القادم وإبعاد شبحه عن المنطقة ,لكن واشنطن أصرت على استراتيجياتها دون أي اعتبار لما تم التحذير منه فكانت الكارثة التي أجمع عليها حتى الأميركيون أنفسهم .
اليوم وبعد خمس سنوات على الغزو لا تزال واشنطن تحمل دول الجوار والارهاب المزعوم مسؤولية الفوضى ,متجاهلة مسؤوليتها المباشرة رغم أن العالم يدرك جيداً على من تقع المسؤولية ويدرك أيضا أن دول الجوار قامت بكل الإجراءات لضبط الأمن في إطار مذكرات التفاهم الأمنية التي عقدتها مع الحكومات العراقية المتعاقبة ,فإلى متى سيظل الاحتلال يتهرب من مسؤولياته تجاه هذا الأمر الحيوي ?!
ahmadh@ ureah.com