الذي يمثل اليوم أحد أذرعها الأساسية الذي يعمل بنشاط في المنطقة والعالم لتحقيق الغايات الشيطانية الخاصة بها والمشتركة مع إسرائيل وتركيا ومحمياتها الوهابية الاخوانية في الخليج.
ما الذي يجعل الولايات المتحدة تُصر على المراوحة في الوحل وقد أتيحت لها غير مرة فرصة الخروج منه؟ وهل تُراهن على انتزاع تنازلات من الطرف الآخر بالاستناد على وهم تغيير في المعادلات على الأرض يبدو مستحيلاً؟ أم إنها لا تريد التخلي عن ذراع الإرهاب الذي تضرب به من بعيد، وباتت تتمسك به علناً لاستنزاف الخصوم والأعداء غير مُبالية بما سيترتب على ذلك من نتائج؟.
في كل هذه الحالات تبدو الولايات المتحدة مُقامراً - وهي كذلك - لا يُجيد الحسابات ولا اختيار الوقت الذي يغادر فيه مائدة القمار، ذلك أنها إذا كانت لم تر سمعتها وقد تلطخت، وإذا كانت لم تشعر بأن لونها صار من لون الوحل القذر الذي تُراوح فيه، فهي في مشكلة كبيرة قد تتشظى وتنفجر في وجهها في لحظة واحدة لا ينفع بعدها أي انسحاب أو استدارة.
وإذا كانت تُراهن على تغيير في معادلات الميدان، فمعنى ذلك أنها تُراهن على المستحيل لسببين، أولهما أن تغييراً في مصلحة مرتزقتها لن يحصل بعد التطورات التي تعرفها هي قبل غيرها، وثانيهما هو أن هذا الرهان يبدو خاسراً حتى لو وقع التغيير المستحيل، لأن الطرف الآخر أبدى كل الصلابة ورفض تقديم التنازلات حتى عندما ظن كثيرون أنه ضَعُفَ وبات جاهزاً لتقديم مثل هذه التنازلات.
يبقى أن الولايات المتحدة اخترعت الإرهاب ليكون ذراعاً طويلة لها لتستثمر فيه لا لتتخلى عنه بهذه البساطة، ويبدو أن هذا الاستنتاج هو الأكثر واقعية، إذ ليست واشنطن من يجهل مفاعيل دخول موسكو على خط محاربة الإرهاب، ولا يمكن لواشنطن أن تعمل في هذه الأجواء على وهم تحقيق اختراقات، لكنها في الوقت ذاته ربما لا تجد حتى الآن مبرراً للتخلي عن ذراع الإرهاب الذي ما زال - حسب تقديراتها الخاطئة - يستنزف الخصم، ويحقق لها ما تبقى من أهداف أودعتها بنك أهداف مشروع داعش وأخواته.
تُقامر الولايات المتحدة بلا مبالاتها بالنتائج التي ستترتب على استخدامها الإرهاب ذراعاً لها، وبتمسكها بالإرهاب وبالحكومات الضالعة بإنتاجه وتفريخه بوحي وتحريض منها، وستكشف وقائع الأسابيع وليس الشهور القادمة عجز وإفلاس واشنطن وأطراف العدوان على سورية، وقد تكتشف هي ومن معها في حلف الشر والعدوان أن ذراع الإرهاب ليس فقط هو الذي تَكّسَر؟!.