أن يفسد العقل فيفسد الجسد , ولا يعودان جثة , بل كيان يمتهن التخريب والانحطاط وهو في كامل نشاطه وقدراته !!
يقول التقرير : ثلاثون قناة فضائية إسرائيلية التمويل والإدارة تنشر الإباحية ووضاعة الأخلاق , أغلبها ناطق بالعربية وموجه إلى العرب , تشكل واحدة من جبهات الحرب التي تشنها إسرائيل علينا , حرب دون ضجيج ودخان , رغم نارها الحامية وتدميرها الهائل ولو كان غير ملحوظ باللمس أو النظر , هذه هي الكارثة .. فأين هي الكارثة الأعظم ؟
يضيف التقرير : أن ثلاثمئة وعشرين قناة فضائية إباحية أخرى تبث على الأقمار الأوروبية , وتشن علينا الحرب ذاتها مضاعفة عدة مرات وأشد لؤما وتدميرا , ربما , بآلاف المرات , وباتجاه الهدف ذاته .. هذه يديرها مستثمرون ورجال أعمال عربا وبأموال عربية , أغلبها يعود إلى جنسيات عربية من دول التطبيع والاتفاقات والمعاهدات مع إسرائيل , ولها مواقعها على شبكة النت .. فمن لم تصبه شاشة التلفاز أصابته شاشة الكومبيوتر , وحيث أغلبية الأسهم في باقات فضائية مثل <سيجما> و>ألفا> و>دلتا> و»مالت فياجنون» تعود ملكيتها لعرب ومال عربي !!
في بلاد أخرى يغسلون أموال الرذيلة أو المخدرات بمشاريع أو استثمارات تفيد الناس ولو قليلا , وفي هذه البلاد الأخرى يتوارى مثل هؤلاء المستثمرين خارج حدود بلدانهم ومجتمعاتهم باستثمارات تحت عناوين وتسميات مختلفة مثل « متعددة الجنسيات « أو « متعدية القارات « أو غيرها . لكن ؟
ألا يكفي أن مال معظم الأثرياء و» المستثمرين « العرب مسروق أو منهوب من بلدانهم ومن عرق وأفواه وجيوب شعوبهم , وأن أغلب هذا المال يغادر تلك الحدود ولا يعود , حتى يغسلونه بأعذار « استثمارية «هي أقبح ألف مرة من ذنوب النهب والسرقة ذاتها , وحتى تكون أجيالنا المتجددة هدفهم الدائم بعدما صرعوا جيلنا وأسقطوه أرضا ؟
إسرائيل عدو واضح ومعلن لا يخفي نفسه , ولا يدس رأسه في الرمل ,يعتدي علينا في وضح النهار ولا يمنح نفسه ألقابا تثير إعجابنا ونحسده عليها , فمن يكون هؤلاء المستثمرون ورجال الأعمال العرب بالنسبة لنا وهم يعيشون بين ظهرانينا , يقاسموننا أوطاننا وأرغفتنا وطموحات أجيالنا .. ثم يغسلون قذارتهم بعذوبة مائنا ؟
ثمة أكثر من حرب علينا .. وأكثر من إسرائيل أيضا !!