التغيير هدفٌ يتطلب إرادةً وممكناتٍ وطرق عبور, ولأن الإنسان رفيق الاعتياد كان للتغيير- وخاصة المفاجِئ منه- رفيق اسمه الألم, لأن كسر الروتين ليس بالأمر السهل غالباً.
لم يحدث التطور في حياة البشرية إلا بطفرة تخرج عن سياقات الاعتياد, وقد تكون في البداية نشازاً مرفوضاً ومستهجناً, إلى أن يصبح المعطى الجديد عادة يومية في حياة الناس ليبدأ البحث مجدداً عن التغيير.
التغيير كما أرى ليس فرضاً أو واجباً مدرسياً علينا إنجازه أو كتابته, بل هو رغبة حقيقية بالانتقال من مستوى إلى آخر.. رغبةٌ مشفوعة بإرادة واعية للخطوة التالية, التي تتطلب جهداً وعملاً لمحاربة روتيننا السابق.
إن كان التغيير مؤلماً على الصعيد الشخصي للإنسان, فما عساه يكون على صعيد الشعوب والدول والأمم؟!
لو أن كلّ إنسان حقق التغيير الفردي, فهل سيكون حاصل مجموع التغيير رافداً وسبباً في تغيير يطرق باب الشعب؟
من يقود التغيير؟
من المتعارف عليه أن التاريخ سجل لإنجازات الأبطال أي الأفراد.. فالتغيير- مهما كانت أهدافه أو وسائله- يقوده فرد يملك إرادة فرض طفرة والانتقال إلى واقع آخر- من البديهي أن يقود إلى مستوى أفضل.
التغيير بالتأكيد ليس شعارات وهتافات وحوارات.. بل عمل دؤوب مستمر وهو عمل مؤلم بالضرورة.. وقد يشفع الهدف منه آلام الطريق إليه.
suzan_ib@yahoo.com