وتحدد مساراتها واتجاهاتها, وتتحكم في قراراتها ومواقفها, فالسلام, والحرية, والرقي الحضاري بعض من أساسيات حياتنا التي لا نقوى على تجاوز تأثيراتها الفردية والجمعية على السواء.
فالدور الذي اضطلعت أمتنا به على مدى آلاف السنين لا يمكن تجاوزه, ولا يمكن لأي قوة مهما أوتيت من الفاعلية أن تلغيه أو تحد من استمرار تأثيره في مستقبل الأيام.
وكثيرا ما واجهت أمتنا محاولات إلغاء, واجتازت تبعات مؤامرات رمت إلى مسح تأثيرها الحضاري المعروف عبر التاريخ, وسعت إلى إبادة إرثها الحضاري بعد أن سادت بقوة لمئات السنين.
واليوم في ظل تحديات جديدة صعبة تبدو قوة الحضارة العربية واضحة عبر بروز قيادات وتيارات قادرة على مواصلة الاضطلاع بالمهمة الإنسانية وهي تمتلك الإمكانيات الذاتية الكبيرة التي تبشر بنجاحات مؤكدة.
ولعل أكبر المخاطر المصيرية التي واجهت أمتنا في العصر الحديث كان الخطر الاستيطاني للحركة الصهيونية عبر دولة العدوان التي حاولت اصطناع اختراقات في الصف العربي، أوهنت القدرة على المواجهة خلال فترة محدودة, ولكن الأمر لم يدم طويلا, إذ كانت المقاومة الرد الواضح على القدرات الكامنة لدى أبناء أمتنا, تلك الأمة التي قدمت براهين كثيرة على قيامها القوي في أحلك الظروف, وفي أشد حالات الضغط والمخاطر التي كانت تبدو وكأنها تحمل معها النهاية للأمة, وكيانها, وحضارتها, وأبنائها.
والصورة الحالية في أكثر من موقع تعيد إلى الأذهان تلك الحالة المتمركزة في النفس العربية.
ولعل سورية تمثل إحدى الدلالات على الاستمرار في الدور التاريخي, وتبني السياسات الكفيلة بتحقيق النجاح المفترض, فبعد محاولة استبعاد وبعد ممارسات ضاغطة, وفرض عقوبات, وتدخل لدى دول كثيرة ومطالبتها بالمقاطعة والضغط, بعدها كانت الحقائق تنفي إمكانية تحقيق تلك المؤامرات, وعادت الأمور لتأخذ بعضا من صوابيتها, وهكذا بدأ الإقبال على دمشق التي غدت مقصدا لكل باحث عن السلم, فهي ركيزة أساسية امتلكت مفاتيح الحلول, وصاغت طرائق التنفيذ, فمنها المبتدى, وإليها المنتهى, فهي تمتلك رؤية واضحة تنطلق من معرفة دقيقة بالظروف والمؤثرات والتطورات وتدرك أهمية الرسالة المنوطة بها وتعمل لإرساء العدل والسلام الدوليين.
وبعد ذلك هل ثمة رفض..؟
الصادقون والراغبون في التوصل إلى حلول يدركون ذلك, أما سواهم فما لهم غير الضرب في الغي والعدوان والضياع.