تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طريق واحد

معاً على الطريق
الاثنين 15-6-2009م
مصطفى المقداد

ثمة أفكار لا يقوى المرء على طردها من المخيلة مهما حاول إبعادها, ومهما أوتي من عزيمة لفعل ذلك, فالقضايا المصيرية تبقى في مقدمة هذه الأفكار التي تسيطر على حياتنا, وتصبغ ألوانها,

وتحدد مساراتها واتجاهاتها, وتتحكم في قراراتها ومواقفها, فالسلام, والحرية, والرقي الحضاري بعض من أساسيات حياتنا التي لا نقوى على تجاوز تأثيراتها الفردية والجمعية على السواء.‏

فالدور الذي اضطلعت أمتنا به على مدى آلاف السنين لا يمكن تجاوزه, ولا يمكن لأي قوة مهما أوتيت من الفاعلية أن تلغيه أو تحد من استمرار تأثيره في مستقبل الأيام.‏

وكثيرا ما واجهت أمتنا محاولات إلغاء, واجتازت تبعات مؤامرات رمت إلى مسح تأثيرها الحضاري المعروف عبر التاريخ, وسعت إلى إبادة إرثها الحضاري بعد أن سادت بقوة لمئات السنين.‏

واليوم في ظل تحديات جديدة صعبة تبدو قوة الحضارة العربية واضحة عبر بروز قيادات وتيارات قادرة على مواصلة الاضطلاع بالمهمة الإنسانية وهي تمتلك الإمكانيات الذاتية الكبيرة التي تبشر بنجاحات مؤكدة.‏

ولعل أكبر المخاطر المصيرية التي واجهت أمتنا في العصر الحديث كان الخطر الاستيطاني للحركة الصهيونية عبر دولة العدوان التي حاولت اصطناع اختراقات في الصف العربي، أوهنت القدرة على المواجهة خلال فترة محدودة, ولكن الأمر لم يدم طويلا, إذ كانت المقاومة الرد الواضح على القدرات الكامنة لدى أبناء أمتنا, تلك الأمة التي قدمت براهين كثيرة على قيامها القوي في أحلك الظروف, وفي أشد حالات الضغط والمخاطر التي كانت تبدو وكأنها تحمل معها النهاية للأمة, وكيانها, وحضارتها, وأبنائها.‏

والصورة الحالية في أكثر من موقع تعيد إلى الأذهان تلك الحالة المتمركزة في النفس العربية.‏

ولعل سورية تمثل إحدى الدلالات على الاستمرار في الدور التاريخي, وتبني السياسات الكفيلة بتحقيق النجاح المفترض, فبعد محاولة استبعاد وبعد ممارسات ضاغطة, وفرض عقوبات, وتدخل لدى دول كثيرة ومطالبتها بالمقاطعة والضغط, بعدها كانت الحقائق تنفي إمكانية تحقيق تلك المؤامرات, وعادت الأمور لتأخذ بعضا من صوابيتها, وهكذا بدأ الإقبال على دمشق التي غدت مقصدا لكل باحث عن السلم, فهي ركيزة أساسية امتلكت مفاتيح الحلول, وصاغت طرائق التنفيذ, فمنها المبتدى, وإليها المنتهى, فهي تمتلك رؤية واضحة تنطلق من معرفة دقيقة بالظروف والمؤثرات والتطورات وتدرك أهمية الرسالة المنوطة بها وتعمل لإرساء العدل والسلام الدوليين.‏

وبعد ذلك هل ثمة رفض..؟‏

الصادقون والراغبون في التوصل إلى حلول يدركون ذلك, أما سواهم فما لهم غير الضرب في الغي والعدوان والضياع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية