الشاعر: فاجئتني بمعلوماتك الكرزية, ترى ألا يخجل البعض من نشر هذه الأخبار؟
الحبيبة: على العكس, هذه مدعاة للفخر, فلماذا الخجل؟
الشاعر: الأول عربيا, ومضى على وجود الكرز في السوق شهراً كاملاً ومازال سعره 125 ليرة؟ ظننتهم يستوردونه بالعملة الصعبة كما اعتادوا القول, أو يصدرونه للحصول عليها, أو يصنعونه من مكونات الذهب والألماس, ومع كل الغلاء، فالفلاحون يصرخون وفي معظم المحاصيل لا يتقاضون أكثر من أجرة القطاف بقليل, بينما يتقاضى التجار أضعافهم وهم جالسون على كراسيهم.
الحبيبة: متى سيصبح المواطن هو العملة الصعبة وليس السهلة؟
الشاعر: سنظل نحن العملة الصعبة مهما استرخصنا البعض, وارتجل هذه القصيدة متغزلا بحبيبته:
عيناك جرنكتان.
وشعرك (جرزتا خس وبقدونس).
ورأسك رأس ملفوف, سبحان من لفه.
شفتاك حبتا كرز لم تبرحا سحارتهما بسبب الغلاء.
يداك موزتان من (تبع الـ 75 ليرة) وأصابعك من (تبع الـ 55).
يا مسكين .
نهداك فجلتان .
وأناملك ثوم صيني يضاهي الياباني.
يا سحارة الروح, (زغبرة الخيار).
يا دراقة القلب يا فريدة الزمان.
مضى زمن الرخص والهوان من هناك.
كل شيء على القبان.
أوقفوا التصدير من هناك.
فأتلفوا الأطنان ها هنا.
كي يحفظوا الأسعار.
خفاقة كراية انتصار.
فليهنأ التجار, تجار كل شيء.
فليهنأ التجار.