تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوباما وفوبيا الساق الطويلة!

معاً على الطريق
الأحد 20 -12-2015
أحمد ضوا

أصبح معتاداً إطلاق الإدارة الأميركية تصريحات متناقضة حول ملف معين أو قضية ساخنة، وهناك من يسمي هذه الحالة الشاذة في السياسة «توزيع أدوار» أو أسلوباً احتيالياً لإرضاء الحلفاء والأدوات والأُجراء ويمكن ادراج المرامي الاميركية تحت هذه الاوصاف .

المثال الحي لهذا الحال الأميركي « أي التصريحات المتناقضة» هو التدخل السافر للرئيس الأميركي باراك أوباما امس في الشأن الداخلي السوري وعودته الى «نغمة التنحي» والحديث عن قضايا تمس منصب رئيس الجمهورية والسيادة الوطنية السورية بعد صدور قرار مجلس الامن رقم (2254) وقبل أن يجف الحبر الذي كتب فيه القرار.‏

إن عودة اوباما لطرح ملف اصبح من الماضي له تفسيران الاول: أنه لم يسمع بقرار مجلس الأمن الأخير ولم يطلع على بيان جنيف الذي لم يذكر أي شيء يتعلق بالرئيس إطلاقا، والتفسير الثاني: أنه لم يتعلم الدرس بعد خمس سنوات من الصمود السوري، ولا يزال يستقي معلوماته من أدواته في المنطقة وفي مقدمتهم آل سعود الذين يعيشون خارج التاريخ في نظرتهم للاوضاع في المنطقة.‏

مع الأسف لم يترك أوباما أي مصداقية للمؤسسات الأميركية والأمم المتحدة إلا و فرط بها بعد أن استخدم التنظيمات إرهابية الوهابية المنشأ بدلاً من القوات الاميركية لتحقيق مشاريع بلاده في المنطقة وهذه التنظيمات لن يكون الشعب الاميركي بمنأى عن شرها متى تمكنت من ذلك.‏

يعد تصريح الرئيس الأميركي بشأن منصب الرئيس في سورية والذي يمثل قمة هرم السيادة الوطنية مؤشراً كبيراً على محاولة إدارة أوباما لعرقلة أي مسار يفضي إلى حل الأزمة في سورية وإيقاف الحرب الإرهابية عليها، كما تدرج كل التصريحات التي يطلقها وزير الخارجية الأميركي في سياق حالة التناقض التي ميزت هذه الإدارة عن غيرها.‏

إن إصرار الرئيس الأميركي أوباما على الربط بين تحقيق تمنياته الواهية بشأن منصب الرئيس في سورية، وبين إيجاد حل سياسي للأزمة في وقف إراقة الدماء وتحقيق السلام» يحمل ادارته المسؤولية القانونية والسياسية والإنسانية عما تعرضت له سورية جراء الحرب الإرهابية عليها طوال السنوات الخمس الماضية.‏

لقد ضرب أوباما كل جهود وزير خارجيته جون كيري والافكار التي تبلورت بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف بعرض الحائط عندما اعتبر ان هذه الجهود لا قيمة لها ان لم تؤد الى تحقيق عملية انتقال سياسي تصب في خدمة المشروع الأميركي في المنطقة محاولاً في ذلك الأخذ بالسياسة ما لم يتمكن من إنجازه بالحرب الإرهابية على سورية.‏

إن التحليل المنطقي لتصريحات أوباما يكشف حجم المغالاة والمكابرة في طرح أوباما لملف أصبح تحقيقه شيئاً من الماضي المنسي, لأن الواقع على الأرض لم يعد يسمح لأميركا بفرض شروطها في ظل التطورات العسكرية والأمنية في المنطقة وخارجها.‏

وعلى ما يبدو أن أوباما الذي «يخاف من تسلق الأشجار وفق مقربين منه» صعد على شجرة طويلة الساق قياساً بمشروعه بعد دعوات وتمنيات واستجداءات له بنطق كلمة «التنحي» لكنه لم يدرك صعوبة النزول عن الشجرة بفعل فوبيا التسلق.‏

يقول المختصون في علم المفاوضات اطلب الكثير لتحصل على القليل، وربما يفعل أوباما الشيء ذاته فيما يتعلق بالوضع في سورية وأي شيء غير ذلك هو اضغاث احلام .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 679
القراءات: 771
القراءات: 650
القراءات: 730
القراءات: 652
القراءات: 641
القراءات: 659
القراءات: 631
القراءات: 720
القراءات: 752
القراءات: 701
القراءات: 705
القراءات: 768
القراءات: 680
القراءات: 1336
القراءات: 689
القراءات: 745
القراءات: 697
القراءات: 824
القراءات: 750
القراءات: 866
القراءات: 777
القراءات: 763
القراءات: 735
القراءات: 755

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية