ميتشل المبعوث الأميركي الجديد للشرق الأوسط طلب من إسرائيل في 2001 الوقف الفوري للاستيطان لأنه رأى فيه واحدة من أكبر وأهم العقبات في طريق السلام، هل سأل عن أرقام الاستيطان التي تضاعفت عشرات المرات منذ ذلك التاريخ؟!.
منذ اعتزاله العمل السياسي أتى إلى المنطقة دينس روس وجورج تينيت ووليام بيرنز وغيرهم، وتم إطلاق العديد من المبادرات والأفكار، وبذلت جهود، وتم الاعلان عن وعود وتعهدات، هل سأل ماذا أنتجت ؟ لا شيء، عجزت بالاجماع عن تشكيل حتى ملامح واضحة لحل عادل أو سلام شامل!!.
هذه هي النتيجة.. مراوحة، وتراجع إلى الخلف، إن لم تكن أسوأ من هذا أو ذاك، فهل سأل ما إذا كان تم البحث عن الأسباب وعن الأطراف التي عرقلت وقتلت الأمل بالسلام؟!.
ربما لم تسأل إدارة بوش، ولم تبحث في الأسباب لأنها وإسرائيل في حالة توحد، ولأنهما معا كانتا تقدمان كل يوم الدليل تلو الآخر على رفض السلام بل معاداته، فهل يقوى ميتشل وإدارة أوباما الجديدة على التغيير في الواقع؟!.
جولة ميتشل قد توحي بأن إدارة أوباما ترغب في تطوير الدور الأميركي، وربما تعكس رغبتها في الانخراط النشط في عملية السلام رغم أنها لم تقدم أي أفكار أو مضامين جديدة تشرح رؤيتها، لكن ما ينبغي أن تدركه اليوم قبل الغد أنه لن يكون بمقدورها البدء من نقطة الصفر، ولا بد لها من استحضار تجارب السنوات الماضية للوقوف على الحقائق والاحتكام لمعايير السلام ومقتضياته ومتطلباته.
وإذا أرادت إدارة أوباما أن تشير إلى توفر الرغبة لديها بالسلام فما عليها سوى أن تمتلك الإرادة للتحرك باتجاهه، وأن تبدأ بالطرف الاسرائيلي الذي ينبغي أن تحمله لإدراك أن كل معادلاته الأمنية التي تقوم على حساب الآخرين هي معادلات غير واقعية، وبلا جدوى فضلاً عن استحالة تطبيقها، وبالتالي دفع هذا الطرف لفهم أن الأمن يشكل نتيجة للسلام وليس العكس، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق بغير تطبيق القرارات الدولية.