تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هــل ســـأل ميتشــل؟!

أخبار
الثلاثاء 27-1-2009م
علي نصر الله

جورج ميتشل صاحب كتاب (صنع السلام)، وراعي اتفاق السلام في ايرلندا يصل اليوم إلى المنطقة بحثا عن آفاق السلام، فهل سأل قبل أن يبدأ جولته المبكرة أين أمسى الشرق الأوسط منذ تركه في العام 2001 بعد أن أصدر تقرير لجنته الشهير الذي بقيت توصياته حبرا على ورق؟!.

ميتشل المبعوث الأميركي الجديد للشرق الأوسط طلب من إسرائيل في 2001 الوقف الفوري للاستيطان لأنه رأى فيه واحدة من أكبر وأهم العقبات في طريق السلام، هل سأل عن أرقام الاستيطان التي تضاعفت عشرات المرات منذ ذلك التاريخ؟!.‏

منذ اعتزاله العمل السياسي أتى إلى المنطقة دينس روس وجورج تينيت ووليام بيرنز وغيرهم، وتم إطلاق العديد من المبادرات والأفكار، وبذلت جهود، وتم الاعلان عن وعود وتعهدات، هل سأل ماذا أنتجت ؟ لا شيء، عجزت بالاجماع عن تشكيل حتى ملامح واضحة لحل عادل أو سلام شامل!!.‏

هذه هي النتيجة.. مراوحة، وتراجع إلى الخلف، إن لم تكن أسوأ من هذا أو ذاك، فهل سأل ما إذا كان تم البحث عن الأسباب وعن الأطراف التي عرقلت وقتلت الأمل بالسلام؟!.‏

ربما لم تسأل إدارة بوش، ولم تبحث في الأسباب لأنها وإسرائيل في حالة توحد، ولأنهما معا كانتا تقدمان كل يوم الدليل تلو الآخر على رفض السلام بل معاداته، فهل يقوى ميتشل وإدارة أوباما الجديدة على التغيير في الواقع؟!.‏

جولة ميتشل قد توحي بأن إدارة أوباما ترغب في تطوير الدور الأميركي، وربما تعكس رغبتها في الانخراط النشط في عملية السلام رغم أنها لم تقدم أي أفكار أو مضامين جديدة تشرح رؤيتها، لكن ما ينبغي أن تدركه اليوم قبل الغد أنه لن يكون بمقدورها البدء من نقطة الصفر، ولا بد لها من استحضار تجارب السنوات الماضية للوقوف على الحقائق والاحتكام لمعايير السلام ومقتضياته ومتطلباته.‏

وإذا أرادت إدارة أوباما أن تشير إلى توفر الرغبة لديها بالسلام فما عليها سوى أن تمتلك الإرادة للتحرك باتجاهه، وأن تبدأ بالطرف الاسرائيلي الذي ينبغي أن تحمله لإدراك أن كل معادلاته الأمنية التي تقوم على حساب الآخرين هي معادلات غير واقعية، وبلا جدوى فضلاً عن استحالة تطبيقها، وبالتالي دفع هذا الطرف لفهم أن الأمن يشكل نتيجة للسلام وليس العكس، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق بغير تطبيق القرارات الدولية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1427
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية