وإذا ما حدث ذلك بالفعل , فإن من شأن المعجزات وحدها أن تنقذ الرئيس أوباما من براثن حصارين شديدين يطبقان على عنق سياساته ومشاريعه , الأول دائم ومزمن هو اللوبي اليهودي العامل في الولايات المتحدة لمصلحة إسرائيل ولو على حساب مصلحة أميركا , وقد عطل النصف الأول من تلك السياسات والمشاريع منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض , والثاني هو القادم مع الأغلبية الجمهورية في الانتخابات التشريعية المقبلة .. إذا ما صدقت الاستطلاعات, والذي من المتوقع أن يعطل النصف الثاني من هذه السياسات والمشاريع .
ومع إخفاقه في تجميد الاستيطان الإسرائيلي ودفع المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحريك عملية السلام أو مساراتها بحضور حكومة نتنياهو ليبرمان المتطرفة يكون الرئيس أوباما في نصف ورطة حتى الآن على الأقل , وهو الذي أغدق وعود التغيير والسلام سواء في الشرق الأوسط أم العالم , لكنه سيغدو في ورطة كاملة حين تتحول الأغلبية في الكونغرس من ديمقراطية إلى جمهورية , لن يكون لها هم سوى تعطيل سياساته ومشاريعه والتمهيد لاستعادة البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد سنتين .
ورطة أوباما المرشحة للتصاعد ليست المشكلة الحقيقية للسلام في الشرق الأوسط فذلك شأن أميركي اعتادته أميركا واعتاده العالم معها , ولن تكون حكومة نتنياهو ليبرمان العنصرية المتطرفة هي المشكلة أيضا , إذ ليست هي الحكومة المتطرفة الوحيدة في تاريخ إسرائيل .. بل إن المشكلة الحقيقية للسلام هي في من رآه العالم بأم العين يذهب إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل دون أي مرجعيات أو ضمانات أو التزامات أو وعود سوى وعد الكمون , ثم عاد لينسحب من التفاوض وليظهر نفسه أمام العالم كما لو أنه المتخاذل عن السلام !