وبوجود هذه الكلمات تصاغ عناوين لعشرات البرامج المفصولة كليا عن واقعها،وكأنها موجهة لها فقط،وعندما تعيش هذا الفصل،ألا تخفّض مباشرة من أثرها؟
ليست المشكلة أن يقتطع جزء من مكونات المجتمع ليتم الحديث عنه، لكن المشكلة حين يتم الحديث عن (الجزء)بعيدا عن الحالة الكلية لتبدو المرأة وكأنها كائن منفصل ،معزول ..عن السياق الذي تعيش فيه ،لها مشكلاتها التي تخصها وحدها وكأنها تمضي ضد التيار،المجتمع يسير في اتجاه..وهي في اتجاه آخر
لماذا هذا التجزيء والتقزيم لمشكلات لاتعاني منها المرأة وحدها؟ البرامج تلك تبتعد عن الغوص في جذور المشكلة لتوضح عدم قدرة مجتمعاتنا تخطي صدمتها الحضارية،وانكفائها المتزايد على ذاتها،وعلى قيم لاتصدر سوى المزيد من التبعية ..بعيدا عن كينونة حقيقية واستقلالية يمكنها فعلا أن تصنع شخصية مختلفة للمرأة وتهيء لتطور يمضي بالجزء ليصبح منسجما مع حالة التطور الكلية.
تغيب عن برامج المرأة النظرة العملية والمنهجية والتدقيق في حقائق سواء أكانت قديمة أو عصرية..وينحو الأمر إلى الحديث الذي يشبه الثرثرة،وطرح آراء لمقدمي ومعدي برامج وكأنها حقائق دامغة...يفترض بلمسة ساحرة أن يتم التغيير على إثرها..
الحال لاينطبق فقط على برامج المرأة وان كانت أكثر تأثرا بهذه العمومية والعشوائية..هكذا نرى البرامج المتزايدة تحفل (بالكلام،بالآراء)بعيدا عن البراهين والاستنتاجات التي توضح للمشاهد معالم الطريقة العلمية في التفكير ،والتي تقوده إليها مختلف الحالات الواقعية التي تقدم بدلا من الاستمرار هكذا في طرح المزيد من الأفكار التي حفظناها عن ظهر قلب،والتي لانعرف إن كان هناك أمل أن تتركنا؟