تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


برج التنين

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 20-10-2010م
نبيه البرجي

حين يقال في واشنطن: كرة أرضية بالتوقيت الصيني...

وحين يقال في الغرب بأسره إن القرن يدخل - تدريجياً - في برج التنين.‏

في منتصف القرن، لا أكثر، غروب الغرب. وها إن جوزف ستيغليتز الذي تنبأ بالأزمة الاقتصادية قبل حلولها،يتنبأ الآن بالأزمة الإستراتيجية، ليسأل ما «إذا كان الديناصور الذي في داخلنا أصبح أكبر من أي شيء آخر».‏

هذه التوقعات لا تستند إلى الفانتازيا، ولا إلى الخيال الهوليوودي، ولا إلى الرغبة في التضليل من أجل إعادة إحياء الحيوية القديمة، وإنما إلى الأرقام، وإلى الاستشعار العملاني عن قرب أو عن بعد، حتى إن ستيغليتز يعلن أن الكاوبوي لم يعد حوذي العالم. يخشى أن يغدو - بعد حين - حوذي السراب. حوذي اللامعنى، وحوذي اللاجدوى أيضاً...‏

أجل، دخول في برج التنين. لاحظوا كيف يقرع المفكرون في القارة العجوز جرس الإنذار. يكتب أحدهم في «الفاينانشيال تايمز» عن «صهيل الآلهة في آسيا». لم يعد باستطاعة أحد أن يعيدهم إلى قبورهم. عملياً، تغير كل شيء.‏

يا للعرب الأعزاء حين لا يشعرون، ولا يستشعرون، أن هذا يحصل فعلاً. مرة تلو المرة قلنا هذا زمن مصاب بالصدأ، وكنا نأمل في أن تفتح قمة سيرت مجرد ثغرة على المستقبل، على الأقل لكي نرى كيف تتغير أزمنة الآخرين. لعل العدوى تصل إلينا ولو بعد حين...‏

ولكن كما سلمنا أمرنا ذات يوم لدنيس روس، نسلمه اليوم إلى جيفري فيلتمان الذي لا يزال في داخله الكاوبوي إياه. الكاوبوي الذي قال ستيغليتز إن قبعته الشهيرة تذروها الرياح. انظروا ماذا يحدث في كل تلك الأمكنة التي وطأتها الأقدام الأميركية..‏

كفى رهاناً عبثياً على امبراطورية تتعثر، وتتعثر (هذه أعراض التعثر أم أعراض الحشرجة؟..). أجل نصف قرن من الدوار، والدوران، السيزيفي داخل الملهاة الدبلوماسية إياها، يكفي..‏

ويكفي أن نبقى هكذا: عكازات خشبية تختال، أو تسقط، في الماضي، لكأننا نشعر أننا بحاجة، ولو لبرهة، إلى موت التاريخ. لعل القرن يستيقظ فينا، بدل أن يبقى قرن الماعز أمام قرن التنين...‏

الخشية من... قرن الدجاجة!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 896
القراءات: 933
القراءات: 1025
القراءات: 1113
القراءات: 1153
القراءات: 1049
القراءات: 947
القراءات: 1154
القراءات: 1005
القراءات: 985
القراءات: 1106
القراءات: 1222
القراءات: 1200
القراءات: 1303
القراءات: 1085
القراءات: 1253
القراءات: 1168
القراءات: 1116
القراءات: 1045
القراءات: 1162
القراءات: 1114
القراءات: 1153
القراءات: 1187
القراءات: 1196
القراءات: 1275

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية