ولم يأخذ التلفزيون السوري من أدب الراحلة الفت الأدلبي سوى مسلسل يتيم وتمثيلية تلفزيونية , وكان المسلسل عن روايتها ( دمشق يا بسمة الحزن ) بتوقيع المخرج لطفي لطفي , وعندما تم إنتاج المسلسل رأى القائمون على الدراما التلفزيونية أن يكتفوا بعنوان ( بسمة الحزن ) اسما له وبقيت دمشق خارج عنوان المسلسل .
وعندما سألنا آنذاك عن سبب استبعاد اسم دمشق من عنوان المسلسل قالوا : ليس من المناسب أن نقرن بين دمشق والحزن , مع أن صبرية في الرواية هي دمشق المدينة التي تعدد أبناؤها بين من يضحي ويستشهد من اجلها , وعاق جحدها فكان كعدوها , و متردد غلب مصلحته الخاصة على مصلحتها وتركها لمصير بائس في النهاية .
وسبق نقل رواية ( دمشق يا بسمة الحزن ) إلى الدراما التلفزيونية في عام 1992 محاولة خجولة قبل عشر سنوات عندما أنتج التلفزيون السوري في عام 1982 تمثيلية تلفزيونية عن قصة لها بعنوان ( الستائر الزرق ) بتوقيع المخرج جميل ولاية .
وحدثت آنذاك مفارقة من نوع أخر في العنوان أيضا سببها التقنيات , فقد كانت تمثيلية ( الستائر الزرق ) أول عمل ملون في التلفزيون السوري , ولأنها التجربة الأولى لم تكن نتيجة الألوان كما يشتهي أصحابها , فاكتفى القائمون على الإنتاج آنذاك بعنوان (الستائر) واستبعدوا كلمة( الزرق ) الواردة في عنوان قصة ألفة الأدلبي.
وبالمناسبة هل يقوم التلفزيون السوري بمناسبة وفاة أديبتنا الكبيرة بإعادة بث مسلسل بسمة الحزن وتمثيلية الستائر , وهي كما نعرف من الأعمال المميزة التي لم تأخذ نصيبها من تكرار العرض كما هو حال الأعمال المحظوظة .