نجح منهم ألفين من المرتزقة وأصبح اسم كل واحد منهم «إرهابي معتدل» تدربه المخابرات الأمريكية على برامج تجسسية وأعمال قذرة تحقق لواشنطن أغراضها من هؤلاء المرتزقة بدءاً من التاسع من الشهر الحالي في معسكرات بتركيا كما صرح بذلك وزير خارجية أردوغان.
أما من رسب منهم في امتحان شروط واشنطن فقد تلقفتهم تركيا للقتال في سورية بعد أن جمعتهم في غرفة عمليات واحدة مع إرهابيي جبهة النصرة وسواها من تنظيمات وهابية تكفيرية ومرتزقة شيشان وقوقاز وأتراك وسعوديين هم نواة عصابات الإرهاب التي تتحالف معهم وتقدم لهم الدعم العسكري المباشر وهو ليس دعماً لوجستياً فقط، فتركيا ترسل مئات السيارات والشاحنات المحملة بالسلاح إلى سورية يومياً عبر مدنها الحدودية لتصل إلى التنظيمات الإرهابية التي ترتكب جرائم القتل ضد سكان القرى والبلدات السورية في حلب وإدلب وجسر الشغور. تركيا اليوم هي رأس الحربة في الحرب على سورية وهي التي تعتدي في الشمال، ومرتزقتها جزء من حملتها على سورية في حلب وإدلب اليوم ولا تخفي ذلك وتتحدث عنه علناً بلسان ساستها.
أطماع تركيا في عهد حزب العدالة ورئاسة أردوغان لتركيا تتجاوز خطط واشنطن والتي ليست أقل ضرراً على سورية والشعب السوري ولكنها محكومة بسياسات دولية تجبرها بعض الأحيان على اتباع مسارات سياسية، ولكنها بالمجمل هي واشنطن ذاتها التي تدعم الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين ويهمها أن ترى سورية مدمرة جيشها مستنزف وثرواتها مبددة وذلك خدمة لمصلحة العدو الصهيوني، أما تركيا فهي بالإضافة إلى ما تريده واشنطن تطمع بالحصول على الأرض السورية باحتلال مباشر أو غير مباشر عبر مرتزقتها مهما اختلفت دوافعهم، وهذا هو سر تحالفها مع فصائل متناحرة فيما بينها لأنها تسعى إلى هدف إضافي عما تريده واشنطن أيضاً.
وقد أعلنت تركيا عن أطماعها وفي أكثر من مرحلة من مراحل العدوان على سورية ودعت إلى إقامة مناطق عازلة لكي تستطيع أن تمارس عليها نفوذها، كما دعت أيضاً إلى الاستمرار في العدوان وعرقلة كل المساعي الأممية للمبعوثين الدوليين وآخرهم ديمستورا في خطته لتجميد القتال في حلب. وضمن هذا النهج العدواني من المتوقع أن تسعى تركيا مجدداً إلى عرقلة أي خطة أو اجتماع دولي لإيجاد حل سياسي لما يجري على الأرض السورية، وتستنفر لذلك أدواتها وأزلامها وأجراءها الإسطنبوليين للدعوة إلى التدخل في سورية والتصعيد.
فالعلة التركية والداء الأردوغاني هما العقبة الكأداء في وجه أي مسار سياسي محتمل في المرحلة القادمة كما كانتا طيلة أربع سنوات ونيف من العدوان المستمر على سورية والذي لم يتوقف يوماً من بل ازداد شراسة وحقداً دون أفق. فإذا لم توقف تركيا عند حدها دولياً ويفرض عليها وقف دعم الإرهاب والإرهابيين وتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب فالمساعي السياسية الدولية التي يراد أن يكتب لها النجاح سوف تصطدم بالعدوان التركي الذي يعوقها دوماً والداء دواؤه الاجتثاث مثله في ذلك مثل الإرهاب!!