تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مزاج ديمقراطي ..أم ديمقراطية مزاج ..

معاً على الطريق
الثلاثاء 9-12-2014
خالد الأشهب

خلال شهر واحد .. في 3 تشرين الأول 2014 قررت السويد الاعتراف بدولة فلسطين , وفي 13 منه 2014 صوت البرلمان البريطاني بأغلبية كاسحة 274 عضواً مقابل 12 في مجلس العموم أيضاً لصالح الاعتراف بدولة فلسطين ,

وبعدها بأيام فقط صوت البرلمان الاسباني أيضاً لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية , ثم بعدها بأيام أخرى صوت البرلمان الفرنسي «الجمعية الوطنية « بواقع 339 نائباً مقابل معارضة 151 لصالح الاعتراف أيضاً بدولة فلسطين .. وربما لن يلفظ العام الجاري آخر أيامه قبل أن تصوت كل أوروبا على الدولة الفلسطينية الموعودة والعتيدة !‏

لسنا نعارض أبداً ما تفعله برلمانات أوروبا حيال مشروع الدولة الفلسطينية , بل على العكس , نشد على أيدي نوابها وممثلي شعوبها , وندعوهم إلى المزيد المزيد من انتهاج سياسات العدل والإنصاف تلك ..لكن :‏

قبل شهر واحد , ولأكثر من ستين عاماً إلى الوراء كانت حكومات أوروبا وبرلماناتها ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا حتى الإشارة إليها , كانت تلك الحكومات والبرلمانات منتخبة وديمقراطية وتمثل شعوبها أحسن تمثيل على رأي الغادي والآتي .. ولم تتذكر مرة إنصاف الفلسطينيين ومشروعهم في الدولة المستقلة , ثم وخلال شهر واحد يصوت المنتخبون والديمقراطيون وبأغلبيات ساحقة لصالح ما كانوا حتى قبل أيام فحسب يرفضونه وبشدة .. مع أنهم لا يزالون منتخبين وديمقراطيين , ما يعني الحيرة والتساؤل :‏

هل كانت الشعوب الأوروبية عمياء لعشرات السنين واستعادت بصرها وبصيرتها خلال أيام وألزمت ممثليها التصويت على ما لم تصوت عليه من قبل أبداً , أم كانت مضللة ومغرر بها ثم صحت ووعت بهذه السرعة وعبر ممثلوها في البرلمانات عن صحوها ووعيها المفاجئين ؟‏

بل , هل كانت برلمانات أوروبا الممثلة لشعوبها مزيفة وغير ديمقراطية البتة طوال عشرات السنين , ثم ما لبثت أن أدركت الحقيقة والديمقراطية معاً بين ليلة وضحاها , أم أنها كانت غير ملتزمة رأي عامة شعوبها , واليوم استدركت واستعادت التزامها ؟‏

أي رأي عام أوروبي ذاك الذي انقلب على ذاته فجأة , وأي ديمقراطية تلك التي استعادت وعيها واستدارت مئة وثمانين درجة ؟‏

ألا ترون معي أن ثمة حلقة مفقودة في سلسلة ما يجري , ففي هذه المعمعة حامية الوطيس سواء في الغرب « المتخم « بالديمقراطية أو في الشرق المتزلزل بضجيج طبولها .. فإن ثمة من يقود من الشعوب والبرلمانات والحكومات الأوروبية وثمة من يقاد منها , وثمة من يقدم أجوبة دون أسئلة وثمة من يسأل دون أن ينتظر جواباً , بل ثمة ما يلمع من بعيد ورائحته قذرة من قريب , وثمة ما يبدو شاحباً بائساً وهو نظيف عطر !!‏

فإذا كانت الديمقراطية مزاجاً رائقاً أو معتكراً فتلك طامة , وإذا كان المزاج ديمقراطياً أو مستبداً فالطامة أكبر ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2201
القراءات: 2102
القراءات: 2524
القراءات: 2481
القراءات: 2255
القراءات: 2623
القراءات: 2569
القراءات: 2504
القراءات: 2274
القراءات: 2598
القراءات: 2809
القراءات: 2701
القراءات: 2402
القراءات: 2862
القراءات: 2930
القراءات: 3012
القراءات: 2794
القراءات: 3170
القراءات: 3122
القراءات: 3227
القراءات: 2625
القراءات: 3093
القراءات: 3580
القراءات: 3342
القراءات: 3399

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية