واليوم نحن مدعوون جميعاً للتذكير بها عبر وسائل الإعلام وفي منازلنا ودور العبادة لنحافظ على أهم الثروات الطبيعية في بلادنا وهي مياه الشرب والكثيرون لا يعرفون أن المياه العذبة في العالم لا تشكل سوى 1% من المياه وأغلب مصادر مياه الشرب في بلادنا تعتمد على الينابيع الطبيعية العذبة .
والجانب الآخر والمهم جداً أننا نعيش تحت خط الفقر العالمي وهو ألف متر مكعب من المياه سنوياً للشخص، وإذا عكسنا ذلك على عدد سكان سورية يجب أن يكون لدينا سنويا 23 مليار متر مكعب من المياه، بينما إجمالي موارد المياه المتاحة يبلغ 17 مليار متر مكعب، ما يعني وجود فجوة ستة مليارات متر مكعب، فهل نتذكر ذلك في حياتنا اليومية واستخدامات المياه في الزراعة والصناعة والمنشآت السياحية وغيرها .
أم أن الأمر لا يعنينا طالما لا نشعر بفاتورة ثقيلة ندفعها ونحصل على المياه بالمجان والأمر لا يتعلق بعقوبات رادعة إنما بأخلاقيات وقيم تدعو إلى عدم الاسراف بالمياه ولو كنا على بحر أومياه جارية.
والمشكلة الأبرز ونحن في نهاية فصل الصيف هو حدوث شح لمياه الشرب لبعض القرى وحالات تقنين في المدن خلال الشهر القادم أو الشهر الذي يليه وبإمكاننا تجنب ذلك منذ الآن من خلال السلوك الصحيح وهو منع الهدر وعدم الاسراف في المياه واستخدامها لغير الأغراض المخصصة لها.
فالمياه الموجودة لدينا حالياً كمياتها ممتازة قياسا للسنوات الماضية وهي أمانة بين يدينا ويجب التعامل معها للشرب فقط ووفق حاجتنا ولا نسرف في استعمالها بأي شكل من الأشكال.
ونشير هنا إلى جانبين عن خلل استخدام مياه الشرب في الأرياف الأول يتعلق بغياب العدالة في توزيعها بين حي وآخر أوبين قرية وأخرى وذلك تبعا لمزاجية موظفي المياه وتوزيعها حسب المحسوبية والغايات الشخصية.
والثاني يتعلق بتلاعب بعض المواطنين بالموزعات الفرعية للشبكة ليحصلوا على مياه أكثر ليسقوا بها مزروعاتهم وحيواناتهم بغير حساب وحتى لو هدروها ليلا نهاراً سراً جهاراً و على حساب باقي سكان القرية وحتى لو كانوا من أهلهم وأقربائهم .
ولهذا لابد من تشديد الرقابة على مياه الشرب من جهة وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على هذه النعمة من جهة ثانية , فإذا فقدناها اليوم فقد لانجدها في الغد لأولادنا وللأجيال القادمة .