حروب على المصطلحات و المفاهيم والقيم، فماذا تعني الحرية و العدالة والاشتراكية والحق في ظل تجاذبات قوية و طارئة؟! و ماذا يعني الحوار بين الشرق والغرب؟ وهل يتوقف عند حدود الأخذ لما يناسبنا أن نتطبع بكل ما أنجزه العقل الغربي؟!
ألوان عديدة أيضاً صبغت تلك المعارك ما بين الأخضر والأسود والأحمر.. و لا ندري ماذا.. هنا «حوار لاهب» بين المستغربين و«أعدائهم» وهناك حرب بين القومية و اليسارية بأطيافها المتعددة.. و لا يخلو الأمر من حرب بين دعاة العروبية أو غيرها من التسميات.. و هكذا كان الأمر على لظى نار من «الحوار و الصراع» بين مختلف التيارات العقلانية والثقافية والفكرية.. كان ثمة حراك حقيقي يمور في طبقات و مستويات عديدة.. و لكن ماذا نتج عن ذلك كله؟
ليس في غايتنا الذهاب إلى إجابة قاطعة مثلاً، و لكن ما نراه على أرض الواقع مخيباً جداً، فما كان صراعاً ثقافياًَ حقيقياً، إلى حد بعيد، يبدو اليوم أشبه بطواحين هواء تنفث كل ما هو غث وفاسد، يثار حوله زوابع لا طائل منها سوى، المزيد من الغرق في مستنقعات تفسد الروح و العقل والفكر معاً.. وبعض معارك اليوم تصطنع أوهاماً، أو تقوم عليه، كمعارك كاذبة تقصد التغطية على ما هو حقيقي و عميق.. ويطفو ما هو زائف كما لو أنه حقيقة الاصطناع المزيد من الوهم الذي يذهب بنا إلى سلال الماضي والنكوص..!!