| بانوراما العيد أبجــــد هـــوز الكثيرون أجروا تنزيلات على أحلامهم وتمنياتهم ، ورغم هذا لن يلكزهم أحد بذرّة اهتمام. وهذه التنزيلات وقفت عند حدود السلامة . أي المهم أن تظل الصحة ، ولتذهب بقية الأحلام إلى الجحيم. طرفة بن العبد- وقبل 1500 عام قال : ولقد رضيت من الغنيمة بالإياب تصوروا هذا الوعي العظيم أن يكون عند ذلك الأعرابي قبل 1500 عام ! ولم تكن خطتهم الخمسية الأولى قد بدأت . كأنه يعيش أيامنا. مع هذا أتمنى أن تكونوا قد قضيتم عيداً سعيداً. وحين تعود الحكومة من عطلتها أو غيابها سأرسل لها بطاقة . لكن لا أدري متى تعود من غيابها . كانت غائبة عن الأسواق طوال الأعوام الأربعة الماضية . عسى أن يكون المانع خيراً وألا يكون هناك مرض أو مشاكل طارئة لاسمح الله .. في نفس الشارع تدخل إلى عشرة محلات لحم ، وكل بائع له سعره ، والرخيص يخيفك أكثر من الغالي لأنك لاتعرف ماهو، والرديء قد يرفعوا سعره ليبددوا الشكوك حوله، وأنت في متاهة . ولا تسأل عن الملابس ولا الحلويات ولاغيرها، والخضراوات لاتعرف بأي ماء تسقى ، حتى الخضراوات التي كانت مصدر الأمان صارت مصدر رعب.. بماذا تفسرون غياب الحكومة عن الرقابة والتسعير؟ وبماذا تفسرون إلغاء وزارة التموين في زمن صار فيه الغذاء والدواء أكثر المصادر للأمراض ؟ وتريدون أن نقول (عيد سعيد)؟ في بداية الثمانينات كان في حديقة السبيل في حلب قرد اسمه سعيد . كان ظريفاً ورائعاً وبالتأكيد معظم أهالي حلب والذين خدموا في حلب في تلك الفترة يعرفونه جيداً .. جمعتني به صداقة وكان زملائي يفاجؤون من الود الذي يظهره تجاهي .. وكانوا يسألوني : ماذا تتحدثان أنت والقرد سعيد حين تلتقيان ؟ أقول لهم: المجالس أمانات كنت أسأل عنه ، لكن انقطعت أخباري عنه منذ تلك الفترة .. كان سعيد سعيداً وظريفاً . لا أدري لماذا أتذكره الآن وإذا كان لايزال حياً فأرجو ممن هو قريب من حديقة السبيل أن يوصل له هذه المعايدة : أيها القرد سعيد كل عام وأنت سعيد.
|
|