العارفين منهم والجاهلين بالمخاطر التي تتهددهم مع تدفق لايتوقف للتقارير العلمية المحذرة من الاحتباس الحراري الذي يجعل الارض تغلي على مرجل من الغازات الكربونية المنبعثة من استهلاك جنوني للطاقة في تدمير ارادي لبيئة الحياة.
حضور الخطر أحضر معه المشهد العالمي الذي إحتضن قمة تاريخية للمناخ بحضور 115 من زعماء العالم و 192 دولة في كوبنهاغن التي وضعت في ساحتها الرئيسية صور زعماء الدول الصناعية الكبرى المتسببة بأكبر كمية من الاحتباس الحراري لتحميلهم المسؤولية عن الكارثة، بينما ظهر في الساحة مجسم للدب القطبي في رمز إلى القارة المتجمدة كلما لمسته يد نزف ماءً، من نزيف الماء إلى نزيف الحياة تبقى فرص التفاؤل والتشاؤم في قمة المناخ متساوية، فقد تتغلب أنانية الدول الغنية وشركات النهب في فرض اتفاق يعمل لمصلحتها لتظل الدول ذات الاقتصاديات الناشئة والفقيرة ضحية للتغيرات المناخية.
منطقتنا وضعت في أول قائمة المتضررين من مخاطر الاحتباس الحراري رغم انها لاتنتج سوى 3٪ فقط من الانبعاث الكربوني الذي سيتسبب في جفاف تصحر هجرة.. وبارتفاع منسوب البحار الذي يهدد 6 دول فيها.
الدول الغنية لديها بالتأكيد مايسمح لها بمواجهة المخاطر والتكيف معها رغم انها المسبب الاكبر في حدوثها.
لكن مالذي لدى الدول الفقيرة لدفع المخاطر الاكيدة عنها؟!
مع اتجاه العالم لكسر الاحادية القطبية فإن ضغوطاً كبيرة من المنظمات المدافعة عن البيئة تقع على الولايات المتحدة واستراليا والصين لوقف فوضى المناخ وإلزامهم بانجاح قمة كوبنهاغن الذي يعني فشلها تدمير سريع للبيئة حتى عام 2020 إذا لم تخفض بصمة الكربون حتى 50٪.
لم يعد امام العالم اكثر من عقد من الزمن كما تؤكد التقارير العلمية للسيطرة على المخاطر.. وعلى زعماء الدول التي تلوثت ايديهم بالغازات الكربونية تحمل مسؤولياتهم وتقديم التمويل للدول النامية لمواجهة اثار التغيير المناخي المرعبة والاتجاه للطاقة النظيفة.
مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وهي ليست منحة أو عطاءً بل إلتزام علىالاغنياء تقديمه للفقراء قبل ان تختفي قمم جبال الجليد في العالم وعندها لن يعود للقصة بقية.