| امرأة تحت الطلب ... خَطٌ على الورق مهلاً لا حاجة للوقوف و التصفيق ، أنا لست « نتنياهو » في الكونغرس ، بل مواطن سوري بكل مكوناته و أهوائه. و هذا يعني أنني يستحيل أن أتشبه به أو أتشابه معه. كثيراً ما رغبت أن أنسى و أتناسى يوم مولدي ، أولاً من أجل التخفيف ... و ثانياً لامتحن الأصدقاء و المحبين من يتذكر و من نسي. لن أحدثكم كثيراً عن النتائج ، في الامتحان سقطوا معظمهم كي لا أقول كلهم! و الذي نجح كان غالباً خارج كل توقع. ذات يوم صادف هذا التاريخ وجودي في برلين و كانت عاصمة جمهورية المانيا الديمقراطية. و رأيت في نادي المعهد الذي كنت أدرس فيه الصحافة نشاطاً غير معتاد. سألنا فقالوا : احتفال للنساء العاملات في المعهد بمناسبة يوم المرأة العالمي. أما مولدي فحتى أنا كنت ناسيه ومن باب أولى صديقي السوري الوحيد في المعهد المرحوم جورج عين ملك. بالمناسبة كانت المرأة في جمهورية المانيا الديمقراطية تتمتع بواقع « سوبر » فعلاً. و أعتقد أنها كانت الحالة المثلى لواقع المرأة في العالم. غاب وجه السيدات عن أروقة المعهد ... لا هنيلورة ولا ايفا ولا غبريلا ولاسونيا و لا امرأة واحدة من أولئك الناشطات النشيطات اللواتي يملأن حياتنا بالحركة و الجمال ... كلهن في الاحتفال الخاص الممنوع على أي رجل. فجأة طلبتني « مسز سونيا بري » وهي مديرة المعهد ،لأحضر احتفال السيدات بيومهن ولأصبح في مأزق ليس ثمة أجمل منه مأزق ... على المائدة قرابة عشرين سيدة من الصغيرة إلى الكبيرة ، و منهن من أحضرت ابنتها أو حفيدتها ، و الكل فرح ، و الكل احتفى بي ، و كان بانتظاري أيضاً هدية رمزية جميلة ما زلت أحتفظ بها. اليوم نحن في زمن الفيسبوك و النت و .. و .. لم يعد ثمة من يستطيع أن يخبئ يوم مولده ... و هكذا كنت على موعد من عشرات التهاني و المباركات من طيبين محبين على معرفة فسبوكية أو عادية. حتى الآن لم أرد عليهم جميعاً .. لكنني سأفعل ... و فضلت في اليوم المحدد أن أنشر معايدة لجميع السيدات بمناسبة يومهن العالمي. بصراحة ... تفاجأت بعدد مرات الترحيب التي حظيت بها تلك المعايدة. المرأة السورية اليوم في قمة المعاناة ... هي تعاني أولاً مما يعاني منه وطنها ... و تعاني معاناتها الخاصة كامرأة و ضمنها أنها الأم و الزوجة والأخت لمقاتل أو مشروع شهادة. و حيث هي تمتحن الصبر تأتيها الصفعة الكبرى في التاريخ السوري المعاصر ... من موقف الاسلاميين و الارهابيين منها و ليس انتهاء بجهاد النكاح ! حتى ولو كان معظم اللواتي يخضعن له من غير السوريات ... فهن بالمحصلة نساء. أما أفضل ما قدمته الأحداث للمرأة فهو فرصة كشف الزيف من قضيتها ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. as. abboud@gmail.com
|
|