تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


امرأة تحت الطلب ...

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 10-3-2015
 أســــــــــعد عبـــــــــود

في يوم المرأة العالمي « 8 آذار » ولدت أنا. و للحق فقد سبقتها إلى اليوم المحدد. يعني المرأة هي التي اختارت أن يكون يومها في مولدي و ليس أنا.

مهلاً لا حاجة للوقوف و التصفيق ،‏

أنا لست « نتنياهو » في الكونغرس ، بل مواطن سوري بكل مكوناته و أهوائه. و هذا يعني أنني يستحيل أن أتشبه به أو أتشابه معه. كثيراً ما رغبت أن أنسى و أتناسى يوم مولدي ، أولاً من أجل التخفيف ... و ثانياً لامتحن الأصدقاء و المحبين من يتذكر و من نسي. لن أحدثكم كثيراً عن النتائج ، في الامتحان سقطوا معظمهم كي لا أقول كلهم! و الذي نجح كان غالباً خارج كل توقع.‏

ذات يوم صادف هذا التاريخ وجودي في برلين و كانت عاصمة جمهورية المانيا الديمقراطية. و رأيت في نادي المعهد الذي كنت أدرس فيه الصحافة نشاطاً غير معتاد. سألنا فقالوا : احتفال للنساء العاملات في المعهد بمناسبة يوم المرأة العالمي. أما مولدي فحتى أنا كنت ناسيه ومن باب أولى صديقي السوري الوحيد في المعهد المرحوم جورج عين ملك. بالمناسبة كانت المرأة في جمهورية المانيا الديمقراطية تتمتع بواقع « سوبر » فعلاً. و أعتقد أنها كانت الحالة المثلى لواقع المرأة في العالم.‏

غاب وجه السيدات عن أروقة المعهد ... لا هنيلورة ولا ايفا ولا غبريلا ولاسونيا و لا امرأة واحدة من أولئك الناشطات النشيطات اللواتي يملأن حياتنا بالحركة و الجمال ... كلهن في الاحتفال الخاص الممنوع على أي رجل.‏

فجأة طلبتني « مسز سونيا بري » وهي مديرة المعهد ،لأحضر احتفال السيدات بيومهن ولأصبح في مأزق ليس ثمة أجمل منه مأزق ... على المائدة قرابة عشرين سيدة من الصغيرة إلى الكبيرة ، و منهن من أحضرت ابنتها أو حفيدتها ، و الكل فرح ، و الكل احتفى بي ، و كان بانتظاري أيضاً هدية رمزية جميلة ما زلت أحتفظ بها.‏

اليوم نحن في زمن الفيسبوك و النت و .. و .. لم يعد ثمة من يستطيع أن يخبئ يوم مولده ... و هكذا كنت على موعد من عشرات التهاني و المباركات من طيبين محبين على معرفة فسبوكية أو عادية. حتى الآن لم أرد عليهم جميعاً .. لكنني سأفعل ... و فضلت في اليوم المحدد أن أنشر معايدة لجميع السيدات بمناسبة يومهن العالمي. بصراحة ... تفاجأت بعدد مرات الترحيب التي حظيت بها تلك المعايدة.‏

المرأة السورية اليوم في قمة المعاناة ... هي تعاني أولاً مما يعاني منه وطنها ... و تعاني معاناتها الخاصة كامرأة و ضمنها أنها الأم و الزوجة والأخت لمقاتل أو مشروع شهادة. و حيث هي تمتحن الصبر تأتيها الصفعة الكبرى في التاريخ السوري المعاصر ... من موقف الاسلاميين و الارهابيين منها و ليس انتهاء بجهاد النكاح ! حتى ولو كان معظم اللواتي يخضعن له من غير السوريات ... فهن بالمحصلة نساء. أما أفضل ما قدمته الأحداث للمرأة فهو فرصة كشف الزيف من قضيتها ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.‏

as. abboud@gmail.com

‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية