يقول: «يفترض المرء أن الدوحة قد خففت على الأقل جزئياً من مخاوف واشنطن حول موضوع دعم الإرهاب كجزء من ثمن حصول الأمير تميم على ( الدعوة للاجتماع مع الرئيس الأمريكي ) في البيت الأبيض « !
يضيف هندرسون شارحاً : « قطر التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، 10 في المائة منهم فقط هم مواطنون، لديها ميل غير تقليدي لإظهار استقلاليتها. وتشمل خطاياها السابقة إقامة استعراض لصواريخ «ستينغر» التي تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة من المجاهدين في أفغانستان، وسماحها للقناة التلفزيونية «الجزيرة» التي تملكها ببث تقارير تحريضية وكاذبة أدت إلى وفاة أمريكيين، وتمويل الإرهاب !
وبعد أن يستعرض الخدمات الكبرى التي تقدمها قطر للولايات المتحدة والممتدة ما بين الغاز المسال وقاعدة العيديد العملاقة يختم هندرسون قائلاً: «من وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن ثروة قطر المالية والهيدروكربونية ومنشآتها العسكرية المتاحة تجعل من الإمارة لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط على الرغم من صغر حجمها والإجراءات المثيرة للغضب التي تتخذها في بعض الأحيان!!
شخصياً، تابعت بالصدفة استعراضاً مضحكاً لأمير قطر أثناء زيارته إلى أميركا بياقة وربطة عنق .. قالت « الجزيرة «ً أنها تبثه مباشراً من إحدى أشهر الجامعات الأميركية وقد تركزت الكاميرا على الأمير ومحاوره فقط، والذي كان يلقي الأسئلة عليه تباعاً دون أي تداخل أو استفسار، فيما يبدأ الأمير تلاوة الإجابة قبل نهاية السؤال ودون أي تفكير أو جهد.. كما لو أنه استظهرها مرات ومرات من قبل، ومع ذلك عجزت الجزيرة خلال البث كاملاً نقل صورة واحدة للحضور .
مقالة هندرسون على قصرها وتكثيفها الشديد تكشف معرفة الأميركيين الدقيقة بكل ما ترتكبه كيانات سياسية خلبية كقطر والسعودية وغيرها من محميات الخليج من معرض ستينغر إلى تمويل الإرهاب، وهم في إطار منهجهم السياسي البراغماتي الواسع الطيف لا يرفضون ولا يقبلون علانية هذه الارتكابات لطالما أنها لا تمس مصالحهم المباشرة.. وهي لن تمسها على أية حال، بل يستثمرونها أفضل استثمار لدرجة أن اللقاء بالرئيس الأميركي لمدة دقائق معدودات والظهور بذلك أمام العدسات يجري عرضه وبيعه كسلعة مقبوضة الثمن أو مؤجلة الدفع كما يؤشر هندرسون بوضوح، ومثل ذلك أيضاً اللقاء بطلبة جامعة كبرى، وتمرير إجابات الضيف كاملة مصحوبة بابتسامات عابرة دون تدخل أو استدراك جرياً على عادة الأميركيين في التحاور حتى مع رؤسائهم ؟
في مثل هذا الفضاء الواسع من السياسات الأميركية العائمة وغير المربوطة إلى خط أحمر سياسي أو حتى أخلاقي سوى خط المصالح الذاتي.. والذاتي حصراً، تجد الكيانات السياسية الوهمية التابعة المجال واسعاً للسباحة في كل الاتجاهات، حتى لتبدو أحيانا كما لو أنها حرة بما تفعل وسيدة بما تقرر، فتصنع لنفسها ومن حولها، وعبر اللامبالاة الأميركية الظاهرة، هالات مما أسماه هندرسون « ميل غير تقليدي لإظهار الاستقلالية « وهو ليس كذلك بالطبع ؟