| اكتشافات متبادلة الافتتاحية تتعامل الولايات المتحدة مع العرب معاملة الندّ للندّ.. يعني: أنتم تكتشفوننا ونحن نكتشفكم .. اكتشاف باكتشاف.. كل يوم يكتشف العرب حجم اللااحترام.. اللااعتبار... الذي تقيمه أميركا لهم.. وكل يوم تكتشف أميركا.. حجم اللارد.. اللا إرادة.. اللارفض.. اللاروح.. ونستمر بهذه الملهاة السوداء.. عين على أميركا وقلب يبكي منها.. عندما اكتشفنا باراك أوباما.. صوت محتمل للحوار ... للهدوء.. للسلام.. اكتشفوا هم.. أن كثيرين منّا لا يريدون هذا الصوت.. بل هم حزينون على أيام «الصديق» بوش.. صاحب المآثر في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين... وإلخ. لقد أحاطت القوى الفاسدة السيئة في العالم بالجانب الإيجابي في شخصية أوباما.. منذ الأيام الأولى لاحتمالات أن يكون رئيس الولايات المتحدة الأميركية.. فحاصرتها ونمت فيها الجوانب السلبية.. جوانب الخوف والتردد والاحتمالات.. ودعونا نقل بصدق: إن العرب لم يكونوا مطلقاً بعيدين عن هذا الدور. دعونا نسأل: لماذا ينشغل أوباما بوضع حد للسلاح النووي الإسرائيلي.. بما يخدم مسألة السلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.. مادام أبناء المنطقة «العرب تحديداً».. غير منشغلين بذلك..؟! لماذا؟! على العكس من ذلك عوضاً من أن يتجشم الرئيس أوباما صعوبات السفر وتحديات الطريق واحتمالات الفشل بالقدوم إلى العرب عبر إلزام إسرائيل بالسلام ومواثيقه وبالحياة ونقائها من السلاح النووي خاصة.. سبقه العرب بالقدوم إلى حيث هي إسرائيل.. إنهم مشغولون بالملف النووي الإيراني؟! يعني.. إسرائيل عدوة.. محتلة.. تتخذ الموقف العنصري من كل عربي حتى القابلين بها، المروجين لها.. وتملك السلاح النووي.. وتبحث عما يزيد في إمكانات الدمار لديها.. ولا يجد العرب مايدفعون به أكثر من الذّل بعينه.. كما في خريطة الطريق.. أو مبعوث فاشل ومؤتمر أفشل، أو مبادرة السلام العربية التي تُستغل لإخضاع الفلسطينيين وفرض شروط إسرائيل عليهم في المفاوضات. أما أن تتقدم إيران الدولة الشقيقة، الجارة، ابنة التاريخ المشترك والجوار الجغرافي.. بالصناعة النووية، وبكل أنواع الصناعة، متحدية الحصار الغربي الاستعماري فذلك ما يشغل بال العرب؟! إذن لماذا سينشغل بال أميركا بإسرائيل.. أفضل لهم أن يلتقوا مع العرب عند العداء لإيران. إنها الاكتشافات المتبادلة.. كل يوم يكتشفوننا.. كل يوم نكتشف أميركا.. آخر الاكتشافات الجميلة هو موقف رائدة الحرية وحقوق الإنسان CNN .. من أوكتافيا نصر.. التي أظهرت إعجاباً برجل لم يلتقه أحد في حياته إلا وأُعجب به.. سواء إعجاب.. حب.. أم عداء.. «الراحل سماحة السيد محمد حسين فضل الله» يعني حتى أعداؤه حصل على إعجابهم.. بموقفهم من أوكتافيا نصر، اكتشفنا أن حرية النشر والرأي هي كذبة رأسمالية.. لكن.. الرأسمالية قادرة على أن تلبس كذبها رداء براقاً.. يضعنا أمام عملية اكتشاف مستمرة بسبب البريق.
|
|