سؤال أطلقه في الهواء من دون تحديد مبدئي ومن دون إجابة, إنما يمكن إطلاقه أمام الكثير مما يعترضنا من مشكلات, ومنها ما يحدث معنا نحن العاملين في الصحافة الرسمية.
يصدف أن يقع (حدث ما) وهو على جانب من الأهمية, لكننا لا نتمكن من الكتابة عنه لسبب أو لآخر, وإذا ما تمت الكتابة عنه فنبدو كمن (يطبل ويمدح) فقط.
وأنا هنا لا أتحدث عن الأحداث الخارجية أو الداخلية ذات الطابع السياسي, إذ يقولون إنهم سيأخذون هذه الكتابة على أنها موقف رسمي, قبلنا بذلك ولكن ماذا عن بعض الأحداث الداخلية ذات الأهمية الخاصة بأفراد المجتمع ومعيشتهم.. وأنا هنا أؤكد على قضية السخونة في تناول الحدث في وقته حتى لا يقال إننا تحدثنا عنه فيما بعد.
الطريف في هذا الأمر, والمؤلم أيضاً, أن صحافتنا الخاصة (جرائد ومجلات) تتناول هذا الموضوع, بشكل أو بآخر, وسريعاً إذا ما أتيح لها, فيما هي تغمز من قناة الصحافة الرسمية التي سكتت أو تباطأت, والمفارقة هنا هي أن الذين يكتبون ذلك هم على الأغلب, عاملون في الصحافة الرسمية أساساً وقد كتبوا في غيرها ما كانوا يأملون كتابته من آراء في (صحافتهم الرسمية).
وفوق ذلك كله تسمع هذا المسؤول أو ذاك يعيب على هذه الصحافة الرسمية (صحافته) ضيق ذات يدها وعجزها عن التميز أو المنافسة.. وبالمناسبة أنا لست في موقع الدفاع هنا بقدر ما نحن الصحفيين معنيون بالمشكلة وآثارها.
ستبقى المشكلة قائمة إذا لم نصل ونؤمن بثقافة النقد والحوار ومفردات الحرية في التعامل مع العمل الصحفي, والصحفي نفسه باعتباره مواطناً مؤمناً بمصلحة الناس والبلد والمستقبل.. على الأقل من حيث المبدأ, وهذا ينطبق على أشياء أخرى أيضاً.