كل الأبواب مغلقة
وحدها نافذة الرحيل تلوّح بزجاجها المكسور
عاجزون جميعاً عن كسر مغاليق المستقبل
لا نتقن صنعة إلا صنعة الخيبة والصمت
هذا الورد الذي يتفتح هناك
كيف هرب من زمهرير الغضب.؟
لا تنس أن تكون موارباً
ولا تنس أن تكون كذاباً ومنافقاً
قليل هم الأوفياء في زمن راجت فيه تجارة الاحتيال.
لكن..لا تنس أن تفتش في أدراجك القديمة..
مازالت هناك عناوين لأحبة لم ترهم منذ إعصار التحولات.. جرب أن تلاقيهم ..جرب.. ستجدهم على معدنهم الأصيل.
جرّب.. إنهم.. ذهب الأيام الجميلة.
لا تسألني ..هل بقي شيء جميل في فيافي الأيام؟
ربما بقيت ذكريات ننشرها كل فترة على حبل الشوق.
ربما بقيت آثارهم..
الذين يودعوننا ولا يعودون..
ربما بقيت رائحتهم على قبضة الباب ..وبقيت وجوههم على صفحة القلب.
مثقل هذا القلب من خيبة مالحة
أدور على عتبات المسافرين
هل رأيتم وطناً أخضراً يحمل حقائبه ويمشي في ممرات الروح؟
هل رأيتم بعض حقوله وبعض قرميده عند مفارق الكتب القديمة؟
من منكم رأى وطناً يشبه منديل أمي.. ويحمل سبحة كسبحة أبي.. وله شعر أشقر كشعر أختي.. وكتاب ملون ككتاب طفولتي؟
من رأى وطناً حنوناً كصديق قديم رؤوف كحارة الأحباب.
يرتدي فراتاً عذباً وبحراً من مرجان.. يمسك يد أوغاريت ويتجه إلى الشآم
يركض التاريخ خلفه
والأعاصير ترف على قدميه
وأنا أبكيه كي ينتظرني
وا أسفاه.. لا يسمعني ..فقط أمطره الطغاة بالرصاص.
و.. الطغاة كثر.. منهم من أكل قمحه.. ومنهم من سرق دمه .. وكثيرون أقسموا بأنهم لم يروه ..لم يعرفوه.
من سرق وطني إذن؟
و.. السراق كثر
افتح دفترك أيها الزمن
في الصفحة الأولى وجوه تعرفها.. وفي الأخيرة وجوه لا تعرفك
رتب أوراقك ..حان أوان جرد الأيام
ليس كل القاعدين على كراسيك مخلصون.. وليس كل آكلي قمحك شاكرون
انتبه..
قد يكون الطغاة مختبئون في ( عبّك )
وقد يكون اللصوص متغلغلون في أصابعك
وقد يكون الشرفاء على الضفة الأخرى من السؤال
ها أنا أقف في آخر الصمت
لم يعد في جعبتي طلقات للصبر الطويل
طارت عن كتفي غيوم التحمل
يحق لي أن أصرخ الآن.. ويحق لي أن أفتح كتاب الحقيقة
فاحترس مني أيها المزوّر الطاغي.. لقد طفح كيل صبري وحزني
حان وقت السؤال