باعثة برسالة لهذه الأطراف مفادها بأن عدوانها وإرهابها على الشعب الفلسطيني لم ولن يتوقف وعليهم أن يتعاملوا مع هذا الواقع.
لاشك أن الولايات المتحدة ومن خلفها أوروبا على علم بالتصريحات الإسرائيلية المعادية للسلام وبالاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين، والموقف الصادر من الجانبين لا يبشر بشيء جديد يصب في مصلحة السلام والأمن والاستقرار في المنطقة حتى الآن خاصة وأن حكومة نتنياهو لم تغير من مواقفها وما شهدناه من تصريحات متناقضة حول السلام بين بعض أقطابها هو للاستهلاك الإعلامي ليس إلا.
وإذا ما أخذنا التحضيرات الإسرائيلية لمناورات عسكرية كبيرة في شمال فلسطين المحتلة لا يمكن أن نفسر تحرك الثلاثي الإرهابي/ بيريز ونتنياهو وليبرمان/ على المستوى الدولي في إطار عملية السلام بل في إطار التسويق ربما لحرب أو عمليات تصعيدية جديدة تسعى إسرائيل من خلالها لتغيير المعادلة الجديدة في المنطقة التي تكونت بعد حربي تموز وغزة اللتين انتصرت فيهما المقاومتان اللبنانية والفلسطينية رغم حجم قوة النيران التي استخدمتها إسرائيل.
وانطلاقاً من ذلك على العرب تحديداً والمجتمع الدولي عموماً ألا ينخدع ببعض التصريحات الإعلامية الإسرائيلية ويتعاملون مع الحكومة الإسرائيلية برحابة صدر، فاجتماع هذا الثلاثي الإرهابي في إسرائيل يجب أن يكون مدعاة للحذر والخوف والقلق وانتظار الأسوأ وليس الإنصات إلى دعوات الاطمئنان التي يطلقها لامتصاص تأثيرات تصريحاته المعادية للسلام على الساحتين الإقليمية والدولية.
إن الحديث عن استراتيجية أمنية جديدة في إسرائيل أبطالها نتنياهو وباراك وقيادات أمنية واستخبارية معروفة وتزامنها مع الإعداد لمناورات في شمال فلسطين المحتلة عامل آخر على التوجه الإسرائيلي نحو التصعيد والعدوان وليس العكس.