وبما تيسر لهم من أدوات في مواجهة المحتل الغادر، وكانوا مقاتلين أشداء، اذاقوا القوات الصهيونية كل أنواع الخوف والرعب، حتى إن هؤلاء المحتلين الصهاينة باتوا يخشون الاطفال الذين مازالوا في أيام ولادتهم الأولى، كون هؤلاء الأطفال يرضعون من حليب امهاتهم كيف يكون الفداء من أجل تحرير الأرض، وطرد المحتلين، فأخذ هذا المحتل باعتقال النساء والأطفال والشيوخ وتعذيبهم دون وجه حق، هذا بالإضافة لإجراءات التحقيق التي تفتقد لأدنى المتطلبات التي يفترض أن تتحقق أثناء تلك الإجراءات إذ وصل الحكم بالسجن للعديد من المناضلين من ابناء الجولان إلى أكثر من 27 عاماً بالإضافة إلى أحكام إضافية غير قابلة للتنفيذ، ولن نتحدث أيضاً عن التزوير المنهجي الذي يمارس بحق التراث والثقافة العربية، ولا عن الابتزاز الرخيص الذي يسعى إلى تشويه النفوس، لكننا نريد أن نؤكد إخفاق السلطات الصهيونية المحتلة لأرضنا في الجولان المحتل بأي إجراء قامت وتقوم به، في الوقت الذي لم تستطع تلك السلطات الصهيونية أن تمحو عروبة وهوية وانتماء الجولان وابنائه للوطن الأم سورية.
إن يوم الشهداء يجعلنا نستذكر بل نقف وقفة شموخ واعتزاز ليس فقط أمام تلك الكوكبة التي سقطت في السادس من ايار من العام 1916 إنما أمام اولئك الشهداء الذين سقطوا فوق تراب الجولان وهم يدافعون عن ترابه الغالي الطهور، لأن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من الوطن سورية تاريخاً وانتماءً وهوية وثقافة وأي محاولة لتغيير ملامح الجولان المحتل من قبل العدو الصهيوني المحتل لا يغير من حقيقة الجولان أرضاً وشعباً وانتماءً، ولابد له من أين يعود إلى حضن الوطن الأم سورية طال الزمن أم قصر وأبناء الجولان ومعهم أبناء كل الوطن مستعدون لتقديم التضحيات والشهداء حتى يعود جولاننا الحبيب حراً من قيود الاحتلال ونشير هنا إلى أن تلك التضحيات التي قدمها أبناء الجولان، إنما نؤكد حقيقة يجب على المحتل الصهيوني أن يعيها جيداً بأن أرضاً يقدم أبناؤها كل ما يملكون من أجل تحريرها لابد وأن تعود إلى الأصل والجذر، والمعتدي المحتل هو حالة طارئة زائلة لا محالة وان حاول هذا المحتل زج المناضلين من الرجال والنساء والأطفال في السجون والمعتقلات لابد وأن تستطع شمس الحرية فوق الأرض الطيبة الطاهرة ويطرد المحتل وتتحرر الأرض من مغتصبيها وأن هذا اليوم ليس ببعيد، فها هي جحافل المقاومين الذين نذروا أنفسهم مشاريع شهداء يروون بدمائهم الأرض، هذه الجحافل بدأت بتاريخ نجاحاتها تثمر انتصاراً مؤزراً في جنوب لبنان عام ٢٠0٦، وفي غزة هاشم 20٠8 -٢0٠9، وها هي في الجولان المحتل تدق حصون المحتل وتجعله لا يعرف الليل من النهار لخشيته من اولئك الرجال الذين لا يخشون دبابات ولاحصون العدو الصهيوني، ينفذون عمليتهم المقاومة يرعبون الصهاينة.
يقتلوهم في دشمهم وقلاعهم إنهم الرجال الرجال متشبثون بأرضهم وهويتهم على الرغم من أن الكيان الصهيوني لم يترك وسيلة إلا واستخدمها لاقتلاع أبناء الجولان المحتل من أرضهم إلا وقام بها ولكن كل محاولات القمع الوحشي المنهجي لم تنل من إرادة المناضلين الصامدين على أرض الجولان الذين قلنا عنهم إنهم مشاريع استشهاد من أجل الحرية وطرد المحتل الصهيوني الغادر لأنهم عقدوا العزم على أن يكون الأحرار الذين علقت مشانقهم في السادس من أيار لم يكونوا أفضل منهم في المقاومة والشهداء والتضحية من أجل الوطن وحريته.
asmaeel001@yahoo.com