ويستعرضون الواقع المعيشي والخدمي في إطار الظروف التي تعيشها سورية، وما تواجه من إرهاب، وما يبقيها صامدة وما يمكن الحكومة من القيام بواجباتها في هذه الظروف الاستثنائية، الأمر الذي يعد نموذجاً متفرداً محكوماً بحتمية الانتصار مهما اشتدت الحملة العدوانية على سورية.
ليس جديداً على مواطننا معرفته سبب الأزمات والاختناقات ونقص المواد التموينية والاحتياجات الأساسية، فضلاً عن انقطاعات التيار الكهربائي والمياه، وفقدان الغاز المنزلي في بعض الأحيان، إنما العرض التفصيلي والرقمي أعطى صورة تتجاوز تحليل وتفسير ذلك النقص أو تلك الاحتياجات التي تعزى بشكل مباشر للأعمال الإرهابية التي تنفذها المجموعات المسلحة وإدارتها الشيطانية من قبل أجهزة استخباراتية عالمية، فالصورة المقابلة التي رسخها اللقاء كانت الثقة المطلقة بالانتصار، والقدرة على تجاوز جميع المعوقات وأعمال التخريب مهما تعددت وطالت، ذلك أن الإجراءات المتخذة من جانب الحكومة قادرة على تأمين الاحتياجات اليومية والحياتية في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي بسبب خروج الكثير من الفعاليات الاقتصادية تدميراً أو سرقة أو تخريباً، إضافة إلى إيجاد الطرائق والأساليب المبتكرة لتعويض النقص الكبير في الاحتياجات النقدية اللازمة لتمويل المستوردات الضرورية التي لم تنقطع أبداً وإن كانت أقل من الحالة السابقة.
الانطباع الذي خلفه اللقاء يتجاوز الحالة التبريرية التي تحتاجها الحكومات لتحظى برضا الشارع المطالب دوماً بالمزيد من الخدمات والمزايا والامتيازات وصولاً إلى الدخول في حالة الرفاه متى كان الأمر ممكناً، وهو يصل إلى حد اليقين في امتلاك الإرادة الكبيرة القادرة عن مواجهة التحديات الخارجية والداخلية على السواء، فالمصارحة ومواجهة الحقيقة تمثل الدافع الوحيد نحو تحديد آليات وأشكال العمل الميداني والنظري والتخطيطي والتنفيذي في شتى المجالات، وعلى مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية والثقافية والتعليمية والتربوية دونما استثناء. فبالقدر الذي تشتد فيه الضغوطات وتزداد الاحتياجات تكون القدرة على الاستجابة وإيجاد الحلول المباشرة أو قصيرة المدى بحيث تضمن استمرار القدرة على الصمود الوطني، وتدعيم مطالب واحتياجات القوات المسلحة لتنفيذ مهمتها النبيلة في محاربة الإرهاب والقضاء عليه بالنيابة عن العالم المتحضر كله.
وكما عادة الصحفيين فقد ذهبوا بعيداً في طروحاتهم واستفساراتهم للوقوف على واقع جميع القطاعات الوطنية للاطمئنان عليها ومعرفة الإجراءات التي اتخذتها أو ستتخذها الحكومة لمواجهة المشكلات الواقعة عليها، أو تعزيز الممارسات الحكومية والأهلية ما يؤكد في نهاية الأمر سلطة الدولة على كامل التراب السوري، وقدرة الحكومة على القيام بواجباتها الخدمية والإنمائية كاملة، ما يحول دون تحقيق الأهداف العدوانية في تحويل سورية إلى دولة فاشلة، ويؤكد حتمية انتصار شعبنا وجيشنا في المعركة ضد الإرهاب.
إن استمرار البناء الداخلي يمثل الحالة الموازية للمعركة المشرفة التي يخوضها جيشنا الباسل، فالمصارحة والمكاشفة والشفافية والوضوح ما زالت الأسلوب الأسلم للتعامل الداخلي، وهو ما كان ملازماً للعرض والاستفسارات التي حكمت الحوار طوال فترة اللقاء الذي زاد عن أربع ساعات.